** عندما كتبت قبل يومين عن الابتعاث الخارجي وتحدثت عن أهمية أن يأخذ أبناؤنا من كل ثقافة علمية جديدة.. وأن نمتلك كل ما لدى الآخرين من علوم ومعارف.. وأن نشارك الآخرين دراساتهم وأبحاثهم.. ولا شك أن هذا يثري الأبحاث ويجعلنا نمتلك أكثر من ثقافة وأكثر من نتاج علمي.. وأكثر من مهارة وتفوق علمي. ** هناك من عقَّب عليَّ على الفور عبر الهاتف وقال: إن الابتعاث له مشاكله وأضراره وسلبياته.. وإن لدينا جامعات وتخصصات علمية في أكثر جامعاتنا.. وبالتالي.. نحن لا نحتاج أصلاً.. لأن نبتعث أبناءنا للخارج، إذ لا يوجد تخصص علمي هو غير موجود في جامعاتنا.. ومن هنا.. فنحن لدينا اكتفاء علمي بجامعاتنا.. وبالذات في مرحلة البكالوريوس. ** وهناك من قال: علينا أن نقتصر الابتعاث على الدراسات العليا.. الماجستير والدكتوراه والأبحاث والدراسات ما بعد الدكتوراه.. وحجب ذلك عن درجة البكالوريوس لسببين.. ** الأول: أن التخصصات في مرحلة البكالوريوس متوفرة.. ونحن لا نحتاج إلى أبعد وأوسع من ذلك. ** الثاني: أن الشباب في هذه المرحلة يحتاجون إلى متابعة قبل أن يقعوا في أخطاء ومشاكل وتجاوزات تضرّ بهم وببلادهم.. فهؤلاء يقولون إن كان ولا بد من الابتعاث فليكن مقصوراً على هذه المرحلة (الدراسات العليا) وما بعدها فقط.. أما مرحلة البكالوريوس فيقتصر على الموجود لدينا. ** وهناك من يرى جذب كل التخصصات النادرة (التخصصات العلمية) غير الموجودة في جامعاتنا وتوزيعها على الجامعات بحيث كل من يريد تخصصاً معيَّناً.. عليه أن يتجه إلى هذه الجامعة وبالذات التخصصات الجديدة النادرة. ** وهناك من قال: إننا نحتاج إلى أكثر من جامعة بحجم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية؛ ذلك أن هذه الجامعة العملاقة وهذا المنجز العلمي الكبير.. سينهي مشاكلنا مع التطور والتقدم العلمي وسيحل مشاكل الابتعاث حتى لدرجتي الماجستير والدكتوراه.. وهذا شيء صحيح ولكن وجود أكثر من جامعة بهذا الحجم.. وهذه الإمكانات الضخمة في كل شيء.. يبدو شيئاً صعباً.. وبالذات في هذا الوقت الذي شهد ولادة أكبر جامعة في المنطقة.. وإيجاد جامعات بهذا الحجم ليس بالشيء الهيِّن ويبدو أن من يطرح هذا الاقتراح لم يطلع بعد على إمكانات هذه الجامعة الجديدة ولا ما بذل في سبيل وجودها. ** نعم.. هناك من تخوّف.. من نتائج الابتعاث وبالذات في مرحلة البكالوريوس.. لكن الابتعاث أو أي عمل سيكون له إيجابيات وسلبيات ولا يخلو أي عمل من أخطاء وسلبيات ولكن يبدو أن فوائده تطغى على سلبياته ولكن علينا أن نستعد لأكثر من (70) ألف قادم يبحثون عن مجالات عمل خلال سنتين أو ثلاث.. كلهم خريجون.. وكلهم يحملون مؤهلات علمية.. وكلهم يريدون عملاً.. والمسؤولية اليوم.. مسؤولية وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل بالدرجة الأولى.. ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي بالدرجة الثانية.. ثم القطاعات الأخرى.. حكومية وأهلية. ** علينا أن نفكر ونخطّط من الآن.. وعلى وجه السرعة.. لاستيعاب هؤلاء القادمين.. يحملون مؤهلات ودرجات علمية..