يبدو أن العد التنازلي قد بدأ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لعقد مؤتمر «شهداء الواجب وواجب المجتمع». وهو المؤتمر الذي يناقش في بيئة شرعية علمية وفكرية جل حقوق شهداء الوطن وواجبات المجتمع تجاههم. شعور خاص ينتاب كل من يدلف إلى بلاط الشهداء؛ لأن الأمر في غاية الوفاء والعطاء والمنح والفداء. نسأل الله أن يتقبل شهداءنا في عليين، وأن يجعل مثواهم الفردوس الأعلى، مع الأنبياء والصالحين، بقدر ما ذادوا عن صفاء العقيدة، وسلامة المنهج الشرعي القويم، وبقدر ما بذلوا لحماية حياض الوطن، وبقدر ما قدّموا (لنا) ول(أبنائنا وبناتنا)، حتى نأمن، فنحيا حياة الكرماء، فنواصل تنميتنا الشاملة، فنعمر الأرض بإذن الله تعالى، بمنهج وسطي، ارتضاه لنا ربنا جل وعلا، وقدّموا هم أرواحهم من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا. فاللهم اجمعنا بهم، في مستقر رحمتك، يوم نلقاك. إن للوطن حقوقا، وشهداء الواجب، من خير من أعطى للوطن حقوقه، فلا أغلى ولا أثمن من (الروح)، أن يهبها المرء طوعا، للدفاع عن عقيدته ووطنه. ثم إن للشهداء واجبات كبرى بحجم عطائهم وبذلهم، هي حق لهم في أعناق المجتمع كله. ومن هنا، كانت مبادرة قيادتنا الرشيدة، لرعاية أسر شهداء الواجب، عبر جملة من السياسات والبرامج الشاملة والسخية، لتأمين كافة سبل العيش الكريم لأسرة الشهيد، ومواساتها، معنويا وماديا، وتلمس احتياجاتها النفسية، والاجتماعية، والثقافية، وأدائها على أكمل وجه وأجمل صورة، عبر عدد من اللجان الوطنية المتخصصة لرعاية أسر الشهداء. واليوم، تسعى جامعة الإمام لمواصلة هذه الجهود الوطنية عبر تفعيل واحدة من أهم وسائل وأساليب إشاعة العلم والمعرفة بواجبات المجتمع تجاه الشهداء وأسرهم، (المؤتمرات الوطنية). وهناك العديد من الأهداف والمحاور التي سوف يناقشها المشاركون في جلسات المؤتمر، حيث تغطي محاور المؤتمر جميع الأبعاد الشرعية، والثقافية، والاجتماعية لحقوق الشهداء، من جانب، ولواجبات الناس تجاههم، من جانب آخر «جدل الوفاء» و»نقاش الاعتراف بالجميل العظيم» و»حوار الامتنان لما بذلوه»، هي الأجواء المتوقع هيمنتها على جلسات المؤتمر. وتبيان مزيد من «حقوق الشهداء»، ومن «الواجبات تجاههم»، هي الخلاصات المأمول أن يخلص إليها المجتمعون، في رحاب الجامعة، برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز سدده الله ورعاه، الملك الإنسان، والأب النبيل لكل الأسر السعودية، الذي سخر كثيراً من إمكانات حكومته لرعاية أسر شهداء الوطن، في كل زمان ومكان، يعاضده، في هذه المهمة الوطنية الكبرى، نخبة من قيادات بلادنا يتقدمهم صاحبا السمو الملكي، ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز. وبذلك تكتمل خارطة «الوفاء» من أوفياء «القيادة» إلى أوفياء «الشعب». ويبدو أن «الوظيفة الوطنية» لهذا المؤتمر، تدعو كل فعاليات المجتمع ومؤسساته الرسمية والأهلية لوضع اليد مع «جامعة الإمام» كلٌّ في مجاله، لتكون رسالة المؤتمر كما خططت لها الجامعة، ذات عوائد وطنية فعالة ومؤثرة، في التعريف بحقوق الشهداء وواجبات المجتمع نحوهم، وفي التبصير بوسائل وآليات أداء تلك الواجبات. ويمكن التواصل مباشرة مع اللجنة العليا للمؤتمر التي يرأسها، ويتابعها بكل تفانٍ ودعم لا محدود، معالي مدير الجامعة، وكذلك مع اللجنة الإعلامية للمؤتمر عبر الإيميل المنشور أسفل هذا المقال. وخلاصة الأمر، إن «مؤتمر شهداء الواجب وواجب المجتمع» حدث يسترعي، حقا، انتباهنا جميعا. [email protected]