هل يمر مستقبلك المهني بحالة من الركود فلا يكلفك رؤساؤك بمهام جديدة ولا يرشحونك لنيل ترقيات مرتقبة؟.. هل نادرا ما تلتفت إليك الأنظار أثناء الاجتماعات؟ هل يتجاهل الآخرون رأيك أو النكات التي يتصادف أن تلقيها بينهم؟ هل تشعر بأن بعض زملائك يبخلون عليك بودهم ويتجنبون الحديث معك، ويشكونك لرئيسك عند أدنى سوء تفاهم بينك وبينهم؟. إذا كنت ممن يتعرضون لبعض هذه الأحداث المحبطة فقد يكون سبب ذلك افتقادك لواحد من أهم عوامل النجاح: الجاذبية الشخصية. الشخص الجذاب هو من يمتلك شخصية آسرة، ساحرة وملهمة للآخرين تأخذ بنواصي قلوبهم وتجبرهم على تقديم الاحترام والمودة. لكن لا يجب أن تترك هذا الكلام يأسر لبك فتظن أن الجاذبية الشخصية إحدى الصفات التي يكتسبها الفرد بطريقة سحرية، أو أنها كامنة خفية تولد فقط مع سعداء الحظ. فالهدف من هذه الخلاصة هو مساعدتك على امتلاك سحر الجاذبية الشخصية بأسلوب واعٍ ومنطقي، ودون تكلف أو تصنع. فهناك عدد من المهارات والعادات التي يمكن تعلمها وتبنيها لاكتساب الجاذبية الشخصية. فائدة الجاذبية الشخصية لماذا تعد الجاذبية الشخصية هامة لنجاح أي إنسان؟ كيف يمكن أن يسهم امتلاكك لشخصية يجدها الآخرون جذابة في تحقيق أهدافك؟.. هل يمكن أن تجعلك جاذبيتك الشخصية أكثر كفاءة في العمل؟ قبل أن تعمل على تطوير مهارات شخصيتك الجاذبة، وتتخلص من العادات الشخصية الطاردة، عليك أولاً أن تعرف لماذا تعد الجاذبية الشخصية ذات أهمية كبيرة على مستوى العمل والأسرة وكيف يمكنك الاستفادة منها؟. تقوية علاقاتك: الميزة الأولى للجاذبية الشخصية هي أنها تؤدي إلى تكوين علاقات أكثر قرباً وحميمية مع الآخرين. وحيث أن عدداً كبيراً ممن تقابلهم في حياتك سيجدونك شخصية متألقة، فإنهم سينجذبون إليك للأسباب الآتية: - الأشخاص ذوو الجاذبية الشخصية يتركون انطباعات عاطفية إيجابية لدى الآخرين. هذه الانطباعات تماثل رد الفعل الذي يتولد لديك عند رؤية عمل فني جميل. - يفضل الأشخاص أن يراهم الآخرون مع شخصية جذابة، يتفاخرون بهذا. - الشخصية الجذابة آثر وداً ولطفاً في المعاملة. - العمل مع أو لدى شخصية تتمتع بالجاذبية توقد حماس من يعمل معها وتستنفر طاقاته. التأثير على الآخرين: إحدى المزايا التي يتمتع بها أصحاب الجاذبية الشخصية هي قدرتهم على التأثير في الآخرين. فالناس على استعداد لأن تلبي مطالب الشخصية الجذابة وتمتثل لأوامرها وتحتذي بها دون أن يتملكهم إحساس بالضيق. ذلك أن معظم الناس ينبهرون بالشخصية الجذابة فيتصرفون بطريقة عاطفية ويكونون على استعداد لبذل تضحيات أكبر في سبيل نيل رضا صاحبها. كما أن قدرة الشخصية الجذابة على الإقناع تفوق قدرة غيرها. فالشخص الاجتماعي البشوش يستطيع توصيل الرسالة بمصداقية أكبر-خاصة إذا كانت سلبية- من الشخصية الخبيثة أو المنفرة. أما في حالة طلب المساعدة والمعونة فيميل الناس أيضاً للاستجابة لطلب الشخصية الجذابة التي تنجح في التأثير عليهم، لما تتمتع به من دفء وصدق فيثقون بها ويهرعون لمساعدتها. كيف تؤسس لجاذبيتك الشخصية؟ يمكنك بناء أساس قوي لشخصيتك بطريقتين: إما باستعراض خبراتك وإظهار مواهبك، وإما باكتساب سمعة طيبة والمحافظة عليها. الطريف أن هاتين الصفتين تؤسسان الجاذبية الشخصية التي بدورها تمنحك المزيد من الخبرات والسمعة الطيبة. فهي من ناحية تدفع الآخرين إلى منحك فرصاً لإظهار مواهبك وخبراتك فضلاً عن أنها ستمنحك سمعة ومكانة اجتماعية أفضل. تقدير الذات: تسهم الجاذبية الشخصية في تكوين التقييم الذاتي والثقة بالنفس، وذلك لأن شخصيتك تقودك إلى خبرات إيجابية حيث تكون الأبواب مفتوحة أمامك على الدوام. ولن يكف الناس عن مدح أفكارك وأعمالك. الثقة بالنفس تؤسس للجاذبية الشخصية، ولكنها ليست العامل الرئيسي التي تقوم عليه. الجاذبية والزعامة: تساعدك جاذبيتك على الاضطلاع بكل أدوار القيادة التي تسند إليك: إقناع وإلهام وتأثير وتحفيز الآخرين. ولكن الزعماء لابد وأن يدعموا جاذبيتهم الشخصية بمهارات أخرى أقل سحراً وأكثر واقعية مثل: التخطيط والتنظيم. فالجاذبية الشخصية قد تسد بعض النقص في مهاراتك أو خبراتك التي تحتاجها لتحقيق أهدافك؛ ولكنها ليست بديلاً عنها. داعب الخيال: الأشخاص الجذابون يؤثرون في الآخرين الذين يحبون صحبتهم لا لشيء سوى لأنهم ينأون بهم عن اللغة الفظة التي يتسم بها العالم الروتيني اليومي الممل الذي يطبق على أنفاسهم. لإظهار جاذبيتك، يتعين عليك أن تمارس العادات الفكرية التي ترتبط تلقائياً بالأشخاص ذوي الشخصيات الآسرة. فعليك أن تتعلم كيف تفكر وتتحدث مثلهم، وذلك كما يلي: استخدم التعبيرات المبهجة: يضيف الأشخاص الجذابون إلى أحاديثهم شيئاً من الحيوية وذلك باستخدام التعبيرات الجديدة وغير المألوفة التي تعلق بذاكرة المستمعين فيتداولونها ويكررونها بينهم بسعادة وابتهاج. إذا أردت أن يكون حديثك كذلك، ابحث عن الكلمات والتعبيرات التي تضيف القوة والتأثير إلى ما تقول. فعلى سبيل المثال بدلاً من أن تقول: «لا تخطئ»، قل: «تصيد الأخطاء قبل أن تتصيدك» وبدلاً من قولك: «سنهزم منافسينا» قل: «سنلحق بهم هزيمة نكراء». ولا تخش من المبالغة في مدح زملائك وموظفيك بكلمات تلقائية مثل: «عظيم!» - «رائع!». فإذا كان العمل عظيماً ورائعاً بالفعل، فامتدحه بقولك: «عظيم جداً»، و «أكثر من رائع»، وفاخر بعمله أمام زملائه.