إبراهيم محمد باداود - الاقتصادية السعودية البعض يسعى جاهداً لأن يشعر الناس بأهميته إما حرصاً منه على الشهرة أو لتقلد مناصب جديدة أو للفت النظر إليه أو لإظهار أهميته بين المجتمع ومكانته، وهذا النوع يرغب في أن يحصل على كل تلك الامتيازات دون أن يقدم الأسباب الرئيسة التي تسهم في تحقيق مبتغاه، وفي مقدمتها أن يكون صاحب شخصية مميزة ملهمة للآخرين، تجبر الجميع على أن يحترمه ويقدره، وهذا الأمر لا يأتي بمحض الصدفة، ولكن لا بد للإنسان أن يسعى لأن يحوز عددا من المهارات والعادات والقدرات التي يمكن اكتسابها لبناء مثل تلك الشخصية. معظم الناس اليوم يحتاجون إلى أن يمتلكوا مثل هذه الشخصية الجذابة وفي مقدمتهم المسؤولون، فامتلاك هذه الشخصية يساعد هؤلاء على تحقيق أهدافهم من خلال تكوين علاقات قوية مع الآخرين، إضافة إلى إمكانية التأثير في الآخرين وإقناعهم بوجهات نظرهم وقيادتهم لتحقيق الأهداف الطموحة، كما أن مثل هذه الشخصية تزيد مستوى الثقة في النفس، وهذا الأمر إما أن يتم من خلال وجود خبرات ومهارات ومواهب مميزة لدى الإنسان أو اكتساب سمعة طيبة في المجتمع والمحافظة عليها. وحتى تكون صاحب شخصية جذابة احرص في البداية على أن تستخدم العبارات المميزة التي تدعم حديثك وتزيده قوة وتأثيرا، فبدلاً من أن تقول لأحد زملائك الذين قاموا بعمل جيد (شكراً) فقط قم بإضافة كلمات أخرى مثل (شكراً جزيلاً لقد قمت بعمل رائع)، كما يجب عليك أن تسعى إلى أن تنظر إلى المواقف التي تحدث من حولك بنظرة جديدة غير تقليدية وبطريقة إيجابية، لأن من يكثرون الشكوى والتظلم اليوم يحرقون أنفسهم، فحتى لو لم تكن النتائج غير سارة فيمكنك أن تستخدم السلبيات لتحويلها إلى إيجابيات، كما يجب عليك أن تكون متفاعلاً مع الآخرين فتفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم وأن يظهر ذلك واضحاً عليك، كما يجب عليك أن تراقب تصرفاتك وطريقة تفاعلك مع الأحداث وفي قاعات الاجتماعات وأن تكون متوازناً في إظهار عواطفك ودعمك أو معارضتك لما يدور حولك. (فاقد الشيء لا يعطيه) فحتى تصبح صاحب شخصية جذابة يجب أن تسعى إلى زيادة الثقة في نفسك وأن تكون صاحب رؤية وخبرة وأن تكون حذراً في ألفاظك، كما يجب عليك أن تكون صريحاً ومتفاعلاً مع الآخرين، وأن تروج لنفسك بتواضع واتزان، وأن تسعى للمخاطرة دون تهور أو طيش، كما يجب عليك أن تظهر في بعض المواقف شيئاً من القوة والصرامة دون عنف أو شدة. أن تصبح ذا شخصية جذابة يجب عليك أن تعرف ماذا يحتاج الآخرون، وأن تكون ناصحاً أميناً لهم إن طلبوا منك النصيحة، وأن تخاطب أرواحهم وعقولهم إذا التقيت بهم، وأن تسعى لكسب احترامهم وأن تكون ودوداً وبشوشاً معهم وتتقبل الانتقاد منهم بصدر رحب، كما يجب عليك أن تسعى لبناء علاقات شخصية معهم، لتوثق هذه العلاقة ولا تبقيها في إطار رسمي. كل منا يطمح لأن تكون شخصيته جذابة خصوصاً من هم في موقع المسؤولية، لكن للأسف كثير منا لا يقدم ما تحتاج إليه هذه الشخصية من ثمن، وبالتالي نجد أن هذه الشخصيات بعيدة كل البعد عن الجاذبية، بل إن الناس يتجنبونها، ولا يحرص على القرب من تلك الشخصيات إلا أصحاب المصالح الذين يسعون لمصلحة ما، وما أن يحصلوا على مبتغاهم إلا وتراهم ينفرون من تلك الشخصية ويبتعدون عنها، في الوقت الذي كان يظن أولئك أنهم أصحاب شخصية جذابة.