بعد 49 يوماً من استشهاده في إحدى المعارك التي دارت بين الجيش السعودي والمسلحين المتسللين ضمن الحملة التطهيرية للحدود الجنوبية السعودية، عثر على جثمان الشهيد ملازم أول محمد بن عبدالله السبيعي واثنين من زملائه في أحد الأودية القريبة من الحدود السعودية الجنوبية. زملاء الشهيد زفوا لأسرته خبر استشهاده بعد العثور على جثمانه، يقول شقيق الشهيد سعود السبيعي في حديثه ل«الحياة»: «جاءنا خبر استشهاد محمد واثنين من زملائه في ميدان المعركة، بمثابة البشرى السارة، فهو استشهد دفاعاً عن دينه ووطنه وملكه»، مشيراً إلى أن عائلة الشهيد تستقبل كل «المهنئين» باستشهاده. وأكد السبيعي أن الشهيد اتصل بأهله ثاني أيام العيد يبلغهم انه بخير، ومن ثم انقطع عن الاتصال بعد ذلك اليوم، «توقعنا انشغاله وزملاءه في المعارك الدائرة هناك، بيد أن احد زملائه اتصل بنا وابلغنا بفقدانه في احد الأودية بعد أن أصيب في المعركة، ومنذ ذلك اليوم ولا أحد يعلم عنه شيئاً، إلى أن تم العثور على جثته واثنين من زملائه. وأشار إلى أن الشهيد كان يردّ دائماً أن لديه مطلبين لا ثالث لهما «إما النصر أو الشهادة» فكان له إحداهما، وذكر شقيق الشهيد أن الأخير اتصل بخالته قبل دخوله المعركة وأبلغها أن لديه رغبة كبيرة بالشهادة، وأنه يعيش ذلك الإحساس، فإن لم يتصل- والحديث للشهيد - خلال يومين وجب عليها إبلاغ والدته بأنه استشهد، كونه لا يريد أن يبلغ والدته بهذا الأمر بشكل مباشر. يذكر أنه تمّ العثور على جثمان الشهيد الملازم أول بحري محمد عبدالله السبيعي واثنين من زملائه يوم الاثنين الماضي بعد أن تمكنت القوات السعودية من تطهير بعض المواقع التي دهمها المتمردون الحوثيون بعد 49 يوماً على فقدانهم. وبحسب زملاء الشهيد، فإن طلقاً نارياً من بندقية قناص من المتمردين أصاب السبيعي في رأسه، فقتله، مؤكدين أنه تعذّر عليهم انتشال الشهداء الثلاثة. وذكر زملاء الشهيد أنه قبل خروجه للمهمة سأل الشهيد أحد المشايخ: «هل يجوز لي أن أتمنى الشهادة؟». فأجابه الشيخ بجواز ذلك. فخرج ولم يلبس الواقي أو الخوذة وعند إصابة زميله اخذ يكبّر، وأصيب رحمه الله وهو «يكبر». والشهيد السبيعي من وحدة قوات الأمن الخاصة البحرية وحاصل على المركز الأول في دورة المظليين والمركز الثاني في دورة الضفادع البشرية، ودورة الصاعقة من باكستان، وكان ينوي الزواج في الصيف المقبل بحسب ما ذكر لوالدته.