نعى تنظيم داعش الإرهابي منشده السعودي، والقائد العسكري ماهر الشويب، الذي قضى بغارة جوية مساء أول من أمس السبت، في مدينة الحسكة السورية. وأعلن التنظيم مقتل عدد من عناصره السبت الماضي فيما أسموه ب «ولاية البركة»، وذلك بقصف نفذته طائرات التحالف الدولي، من بينهم منشدان اثنان، أحدهما سعودي الجنسية. فيما ترددت أنباء أن مقتل الشويب لم يكن جراء قصف جوي، مؤكدين تصفيته على يد أتباع التنظيم. والتحق المنشد ماهر مشعل الشويب، بصفوف التنظيم قبل أكثر من عامين ونصف العام، بعد ظهوره ك «إعلامي» و»منشد» في إحدى القنوات التلفزيونية المحافظة. وأثار مقتل الشويب في صفوف التنظيم جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شكل «صدمة كبرى» لجمهوره السابق، الذين عبروا عن استيائهم وحزنهم الشديد على «منشدهم»، مشيرين إلى أنه شارك قبل عام من سفره في حفلة إنشادية بمناسبة «اليوم الوطني» للمملكة، وظهر وهو يرتدي العلم السعودي الأخضر والأبيض. وأوضح قريبون من الشويب ل «الحياة» أنه تنقل مقاتلاً في العراق وسورية، وبدأها في مدينة القلمون السورية، ثم انتقل إلى الموصل العراقية، وعمل «إعلامياً» في التنظيم، إضافة إلى مهامه القيادية العسكرية والشرعية. وعلى رغم بروز الشويب إعلامياً قبل انضمامه ل «داعش»، وظهوره كممثل مسرحي ومنشد، إلا أنه انتقد المجال الإنشادي والعاملين فيه، كما تبرأ من جميع أناشيده السابقة، زاعماً وجود «محاذير شرعية» فيها. وعلمت «الحياة» أن الشويب تزوج في مناطق الصراع وأنجب طفلة، وظهر في مقاطع مرئية عدة، وشارك في مسارح ومخيمات تابعة للتنظيم. وأشار أقارب له إلى أنه سجل في «قائمة الانتحاريين»، وحرض على تنفيذ عملية، إلا أنه قتل قبل أن ينفذها. ولحق بالشويب أحد زملائه في المجال الفني الإنشادي والتقيا في ساحات الصراع السورية، إلا أن الأخير عاد بعد خمسة أشهر من القتال، وذلك بعد أن اتضحت له صورة التنظيم الإرهابي المنضم إليه. فيما عبر الشويب في عدد من محادثاته وتغريداته عن استيائه من عودة السعوديين إلى المملكة، زاعماً «ندمهم الشديد على العودة». وعمل الشويب في المجال الإنشادي الفني لنحو خمسة أعوام، تنقل فيها من قناة ذات طابع «إسلامي» إلى أخرى، ومن مسرح ترفيهي إلى آخر. وعلى رغم صغر سنه إلا أنه ترأس مجموعة ترفيهية ك «مقدم مسرحي ترفيهي»، واستُضيف في عدد من البرامج الواقعية واللقاءات التلفزيونية، ك «منشد صاعد»، لينتهي به المطاف منشد تنظيم «داعش» في العراق وسورية. وماهر مشعل الشويب (26 عاماً)، المكنى بأبي الزبير الجزراوي، كان إماماً لأحد المساجد في الرياض، وعبر عن أقصى طموحاته بحسب أحد لقاءاته التلفزيونية «ترك بصمة في المجتمع». وشارك أيضاً في أداء شارة البداية لبعض البرامج التلفزيونية، وإقامة زفات الأعراس وحفلات التخرج كما حظي بعدد كبير من الجمهور في مجاله الإنشادي. إلا أن ذلك العدد من الجمهور تفاجأ وخذل حين علموا بذهاب منشدهم في أواخر نيسان (أبريل) من 2013 إلى سورية، ليشارك في القتال هناك في صفوف «داعش» الإرهابي. وظهر الشويب «منشد دولة داعش» كما وصفه زملاؤه في التنظيم، في عدد من المقاطع لمخيمات دعوية، وذلك في أوائل أيام ذهابه إلى سورية، إذ ظهر في أحد المقاطع في مدينة حلب السورية، وخلفه شعار التنظيم الأسود. واستهدفت هذه المخيمات الشباب والأطفال السوريين لتجنيدهم في صفوف التنظيم، مدعين أنهم «غير متعطشين للدماء ومحبين للترفيه» على حد قولهم.