عادت القنوات التلفزيونية التي تأخذ من الإسلام ستاراً إلى الواجهة مجدداً، بعد دعوة تقدم بها المذيع السعودي ماهر مشعل الشويب (25 عاماً) والملقب ب«أبي الزبير الجزراوي»، الذي اشتهر قبل التحاقه بصفوف التنظيم بالعمل كمنشد في عدد من القنوات الفضائية الإسلامية الشباب السعودي بالنفير إلى سورية والعراق للالتحاق بتنظيم «داعش» عبر تغريدات أطلقها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لكن تغريدة المنشد الداعشي حظيت بردود فعل كبيرة محذرة من القنوات الإسلامية المتشددة، التي أضحت تمارس التدليس على العامة باسم الدين - بحسب وصفهم. وقال ماهر مشعل الشويب: «يجب على الشباب السعوديين الاستجابة لدعوة أمير المؤمنين أبوبكر البغدادي والنفير إلى سورية والعراق، للالتحاق بصفوف المجاهدين نصرةً للدين». وأعادت مطالب السعودي الشويب القنوات الإسلامية إلى الواجهة مجدداً، إذ يرى مراقبون أن بعض القنوات الدينية تعتبر منبراً للتدليس على العامة باسم الدين تحت مسمى إعلام محافظ. وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد العمر أن هناك من يروج إلى أن بعض القنوات ذات الطابع الديني هي بمثابة البديل للقنوات التي تبث الفساد الأخلاقي بحسب ادعائهم، وبذلك يلقون دعماً تجارياً هائلاً من الأموال، تصل إلى درجة البذخ لأجل استقطاب عدد أكبر من المشاهدين، بينما هم يستضيفون دعاة حركيين يقومون باستغلال الشباب المشاركين في برامجهم من خلال طرح القضايا الإسلامية المعاصرة، وبالذات في مواطن النزاع، التي من شأنها تهييج العواطف لدى أولئك الشباب عوضاً عن المشاهدين. وأضاف العمر في حديث ل«الحياة» أن احتكاك الشباب بأولئك الدعاة يتمحور حول تغيير أفكارهم من الإيجابية إلى السلبية، ولم يستبعد العمر تبني بعض الأفكار وشحنهم بطريقة غير مباشرة، والشواهد كثيرة، خصوصاً وأن المشاركين هم من فئة عمرية معينة يسهل قولبة عقولهم، بل وأحياناً يتبنى الشاب فكرة من تلقاء نفسه نتيجة ما يتلقاه من تعبئة. وكان المنشد الداعشي ماهر مشعل عمل في مجال الإنشاد الفني مدة خمس أعوام، تنقل فيها بين عدد من القنوات والمنابر، وعلى رغم صغر سنه إلا أنه ترأس مجموعة ترفيهية كمقدم مسرحي ترفيهي، واستضيف في عدد من البرامج الواقعية واللقاءات التلفزيونية كمنشد صاعد، لينتهي به المطاف كمنشد لتنظيم «داعش» في العراق وسورية. كما عمل الشويب إماماً لأحد المساجد في الرياض، وعبر عن أقصى طموحاته بحسب أحد لقاءاته التلفزيونية «ترك بصمة في المجتمع»، وشارك أيضاً في أداء شارة البداية لبعض البرامج التلفزيونية، وإقامة زفات الأعراس وحفلات التخرج، كما حظي بعدد كبير من الجمهور في مجاله الإنشادي، إلا أن ذلك العدد من الجمهور تفاجأ وخذل بعد ذهاب منشدهم في أواخر نيسان (أبريل) من العام الماضي إلى سورية.