استشاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضباً، وهو ينتقد ظاهرة الاعتداء على سيّاح صينيين وآسيويين في إسطنبول، وتهديد القنصليتين الصينية والتايلاندية من متظاهرين أتراك، قوميين وإسلاميين، يرفضون سلوك السلطات الصينية مع أقلية الأويغور المسلمة. وتفاقمت هذه الاعتداءات قبل إعلان عن زيارة سيجريها الرئيس التركي إلى بكين في 25 الشهر الجاري، ما قد يعرّضه لحرج ويهدد بفشل الزيارة أو إلغائها. وتحدث أردوغان عن «مؤامرة» وراء تفاقم الاعتداءات وتوسّعها في هذا التوقيت، مطالباً بوقفها فوراً واحترام السياح الأجانب وحماية البعثات الديبلوماسية. وقبل أن تسبّب الاعتداءات غضب أردوغان، كانت أثارت سخرية في وسائل الإعلام، إذ إن متظاهرين اعتدوا على سياح كوريين ويابانيين، معتقدين بأنهم صينيون. ثم هاجموا مطعماً صينياً حيث تعرّض الطبّاخ لضرب مبرح، قبل أن يكتشفوا أنه من الأويغور التي يتظاهرون انتصاراً لهم. هذه المفارقة دفعت صحفاً يسارية إلى إصدار كتيّب بعنوان «دليل التعرّف إلى الصيني»، من أجل التمييز بين السياح الآسيويين. ويتضمن الكتيّب نصائح غريبة، لكنها قد تكون مفيدة، مثل «إرفع ورقة كُتِب عليها رقم 4 أمام السائح «المشبوه»، فإذا خاف كان يابانياً، لأن اليابانيين يخافون هذا الرقم الذي يُشبه لفظه لفظ كلمة الموت باليابانية». ومن النصائح الغريبة أيضاً: «إذا وجدت عائلة سيّاح من جيلين معاً، أطلب من الرجل الأكبر أن يضرب زوج ابنته على قدميه، فإذا رحّب بذلك، يكون كورياً، لأن من عادة الكوريين أن يضرب الرجل زوج ابنته بعد الزواج». وللتعرّف الى الصيني في أسرع وقت، يكفي البصق على الأرض أمامه «فإذا ابتسم وجاراك في البصق، تأكد أنه صيني، لأن البصق على الأرض جريمة قانونية وثقافية لدى اليابانيين والكوريين». وبعيداً من مزاح وسائل الإعلام في التعرّف إلى الصينيين، تنتقد المعارضة في تركيا سياسة الحكومة إزاء بكين والأويغور، اذ ترى فيها «ضرباً جديداً من التخبّط، كما هي الحال في السياسة الخارجية لحكومة حزب العدالة والتنمية». وكان أردوغان اتهم الصينيين عام 2009 بشنّ حملة «تصفية عرقية» في حق الأويغور، لكنه زار بكين بعد ذلك بأشهر، وعاد بستة اتفاقات للتعاون الاقتصادي، وإقرارٍ ب «سوء فهم» لاقتتال الأويغور وغالبية «الهان» في الصين. كما منع القياديين السياسيين للأويغور من دخول تركيا، وحاول شراء صواريخ صينية، من أجل إحراج الحلف الأطلسي المُتهَم بالتلكؤ في مساعدة تركيا في الملف السوري. وتكتسب الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى بكين أهمية، مع انضمام 300 مسلح أويغوري إلى تنظيم «داعش»، عبروا إلى سورية عبر تركيا، وقد يفكّرون في العودة قريباً إلى الصين عبر تركيا أيضاً. وتراهن أنقرة أيضاً على تعاون اقتصادي مع بكين، من أجل الخروج من أزمتها الاقتصادية، فتتمسك بوعود صينية بإلغاء التأشيرات بين البلدين عام 2016، ما سينعكس إيجاباً على قطاع السياحة التركي الذي تضرّر بعد الاعتداءات الأخيرة على السيّاح الآسيويين.