على رغم عدم قدرتها على الكلام والتحدث إلى الناس، إلا أن يسرا الشريدة، تمكنت من التغلب على هذه العقبة، التي شكلت حاجزاً أمام الكثير، ممن يعانون من عوق الصمم والبكم، إذ تمكنت يسرا، وهي، إحدى منسوبات المركز الثقافي النسائي للصم في الدمام، من استخدام أناملها بصورة أذهلت الجميع، ولم تستخدمها فقط في التحدث للناس، من طريق لغة الإشارة، التي تستخدمها في التواصل، بل سخرتها أيضاً للتعبير عن احساسها، والافكار التي تدور في ذهنها، لتستخدم ريشة الرسم الممتلئة بالألوان الزيتية، في رسم صورة «معبرة وجميلة» كانت محطة أنظار جميع من زار معرض الفنون التشكيلية، الذي أقيم في مجمع الشاطئ أخيراً، ضمن 50 لوحة فنية، شكلتها أنامل شابة، تم اختيارهن بعناية فائقة، إثر إيحاءات فنية متجانسة حازت على إعجاب الحضور. ولم يقتصر توافد الحضور الذين اصطفوا في طابور طويل لمشاهدة تلك «التحفة الفنية التي صاغتها فتاة عشرينية حلقت في سماء الإبداع»، بل تعدت ذلك إلى إعجاب أحد مواطني بلاد «العم سام»، الذي أشاد باللوحة وبمن رسمتها. ولفت انتباه الحضور والزوار الإصرار العجيب للمقيم الأميركي (في العقد الرابع)، الذي أصر على شراء اللوحة في مزاد علني أمام الجميع، مطالباً بفتح المزاد بمبلغ 25 ألف ريال، من طريق مترجم لغة الإشارة السعودي، الذي كان بصحبته، إلا أن القائمين على المعرض، الذي أقيم بمناسبة احتفال فئة الصم بأسبوعهم العالمي ال34، رفضوا بيع اللوحة، أو فتح مزاد بيع علني، بحجة أنها من «أهم اللوحات الفنية التي رسمت، وأنها تعبر «عن طبيعة المنطقة الشرقية».