يستقبل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، في منزله بجدة، اليوم (الأحد) الساعة ال10 مساء، مدة ثلاثة أيام، المعزين في وفاة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل، رحمه الله. إلى ذلك، رفع وزير الخارجية عادل الجبير أخلص التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، والأسرة المالكة، وشعب المملكة، والأسرة الخليجية، والأمتين العربية والإسلامية، في فقيدهم الأمير سعود الفيصل، رحمه الله. وقال: «عملت مع الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، ثلاثة عقود، ومنذ دخولي الحقل الدبلوماسي بوزارة الخارجية. وحظيت بمرافقته - رحمه الله - في عدد من جولاته ومحادثاته الثنائية والمتعددة، لم يكن رئيساً فحسب، بل كان بمثابة القدوة والوالد والمربي الفاضل، وأسس مدرسة متفردة في السياسة والدبلوماسية، بثقافته الموسوعية وحكمته وذكائه المتقد، وقدرته التفاوضية العالية، وتفانيه منقطع النظير في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وخدمة الأمن والسلم العالميين». وأشار إلى أن «الأمير سعود الفيصل كان دائماً خادماً لدينه، حظي بثقة قيادته على مر العهود ناصحاً أميناً لها، ومنفذاً لتوجيهاتها بكل صدق وإخلاص، اتسمت شخصيته بالخلق الرفيع والتواضع الجم مع الكل باختلاف مواقعهم، ومن أبرز سماته الحلم الشديد في أحلك المواقف، الأمر الذي كان يمكنه من التعامل مع الأمور بكل هدوء واتزان وموضوعية». وأضاف «منذ تشرفي بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتعييني وزيراً للخارجية لم يبخل الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - علي بالدعم والنصح والمشورة الصادقة كلما طلبتها منه». وزير الخارجية المغربي: الفقيد خسارة للأمة الإسلامية كلها قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار: «إن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - كان نعم المدافع عن القضايا العربية والإسلامية، وأن فاجعة وفاته لم تصب السعودية وحدها، وإنما هي خسارة فادحة للمغرب أيضاً، وللأمة الإسلامية جمعاء». وأضاف أمس «إن الراحل كان النبراس الذي يضيء عتمة الطريق، سواء داخل الجامعة العربية أم في منظمة التعاون الإسلامي، أم في المحافل الدولية والإقليمية الأخرى، وحكيماً في آرائه وفي دفاعه عن قضايا بلده والأمة الإسلامية، نزيهاً صادقاً في مواقفه، كريماً معطاء في نصائحه السديدة لوزراء الخارجية في الدول العربية والإسلامية». وأفاد بأنه «برحيل الأمير سعود الفيصل فقد المغرب أخاً وفياً كريماً، ظل يجمعه ببلده الثاني المغرب التقدير الكبير، فضلاً على ما كان مشهوداً له من غيرة والتزام بالحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة، ودفاع مستميت عن القضايا العادلة للأمتين العربية والإسلامية». وأعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي عن أحر تعازيه وأخلص مواساته للمملكة في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، متضرعاً إلى الباري جلت قدرته أن يشمل الفقيد بمغفرته ورضوانه ويجزيه الجزاء الأوفى، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أسرته جميل الصبر وحسن العزاء. الجديع: الفيصل قدوة لكل وطني غيور نعى السفير السعودي لدى المغرب الدكتور عبدالرحمن الجديع، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله. وقال في تصريح له: «لله ما أخذ ولله ما أعطى، ولكن إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أمير الدبلوماسية لمحزونون. إن الفاجعة كبيرة والحدث جلل والمصاب عميق بفقدان فقيد الأمتين العربية والإسلامية سعود الفيصل رحمه الله. ولعلها من أقسى وأصعب اللحظات وأوجعها على قلبي أن أكتب عن غياب هذا الرجل العظيم». وأضاف: «في تاريخ الإنسان هنالك لحظات يَعبُرها وتجسّد كثيراً من المنطلقات والمعاني السامية التي يصادِفها في حياته، وكان الأمير سعود الفيصل قدوة لكل وطني غيور، ننظر إليه وإلى ما أنجزه بإعجاب واعتزاز، سواء أكان على الصعيد الوطني أم الإقليمي أم الإسلامي، على مدى أربعة عقود، مِلؤها الإنجازات والنجاحات، وخصوصاً أنه كان يعمل بصمت، وجاهد طيلة حياته جهاد الشرفاء المترفعين عن سفاسف الأمور، والبعيدين عن الأنانية الذاتية وعن الأضواء والشعارات السياسية الزائفة والجوفاء». وأوضح الجديع أن سيرة الأمير سعود الفيصل تبرز سمو النهج، ورقيَّ الأداء واستقرار المنطلقات التي ميزت ولا تزال تميّز السياسة الخارجية السعودية على مرّ الزمن، التي حازت إعجابَ القاصي والداني، وأدّت الى تحقيق المملكة أهدافها الموضوعة، وإلى النجاحات التي حصدتها في معالجتها كثير من الأمور والقضايا الشائكة العربية والإسلامية والدولية في كثير من المجالات». وأكد السفير السعودي لدى المغرب أن الساحة الدولية لم تعرف وزير خارجية أثَّر في مجريات العلاقات الدولية بالمساهمة الفعّالة مع القوى وفي المحافل الدولية مثل الأمير سعود الفيصل، ولعل الأميرَ يأتي ضمن هؤلاء العباقرة المتمرسين في أصول العمل الدبلوماسي وقواعده ومتطلباته. ولا غرابة في ذلك، فقد أمضى أربعين عاماً في العمل الدبلوماسي، وأتقن فنونه وصناعته.