أعلن وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني التونسي، كمال الجندوبي، أمس، اعتقال 127 شخصاً يُشتبَه بانتمائهم الى جماعات متطرفة، منذ هجوم سوسة الذي أودى بحياة 38 سائحاً، 30 منهم بريطانيون. وإذ شدّد على عزم بلاده ضمان حماية «البلاد والمواطنين والسياح»، أشار الجندوبي إلى نشر «أكثر من مئة ألف من قوات الشرطة والحرس الوطني وضباط الحماية المدنية، إضافة إلى قوات الجيش». وأضاف أنه تم تكليف نحو 3 آلاف من عناصر الأمن، بحماية الشواطئ والفنادق والمواقع الأثرية. وعبر الجندوبي مجدداً، عن «أسفه» لقرار السلطات البريطانية ترحيل رعاياها، مؤكداً أن «ليست هناك أدلة جديدة تشير إلى قرب» حدوث هجوم جديد. وأضاف أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد، «تحادث» الجمعة مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن واشنطن وافقت على منح تونس مكانة «الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي»، ما يفتح الطريق أمام تعزيز التعاون العسكري بين البلدين. وأشادت واشنطن بالشراكة بينها وبين تونس بعد المصادقة أول من أمس، على منح الأخيرة مكانة «الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، في بيان، أن «مكانة الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي تؤكد دعمنا قرار تونس بالانضمام الى ديموقراطيات العالم»، فضلاً عن كونها «مؤشراً الى علاقاتنا الوثيقة». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعلن لدى استقباله نظيره التونسي الباجي قائد السبسي، في أيار (مايو) الماضي، نيّته منح تونس مكانة «الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي». وأشار كيربي إلى أن من شأن هذا الأمر، أن يمنح تونس «امتيازات ملموسة، من بينها أن تصبح مؤهلة للتدريبات، ومنحها القروض في إطار التعاون في مجال الأبحاث والتطوير». وأصبحت تونس بذلك، الدولة ال16 التي تحصل على مكانة «الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي». في سياق آخر، قدّر خبراء في الأممالمتحدة عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية، خصوصاً في ليبيا وسورية والعراق، بأكثر من 5500 شاب، داعين الحكومة إلى منع التحاق مزيد من مواطنيها بهذه التنظيمات. وقالت إلزبييتا كارسكا، التي ترأس فريق عمل من الأممالمتحدة حول استخدام المرتزقة، في بيان، إن «عدد المقاتلين الأجانب التونسيين هو من بين الأعلى ضمن مَن يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج، مثل سورية والعراق». وزار الفريق الدولي تونس، وبقي فيها 8 أيام التقى خلالها «ممثلين عن السلطات التنفيذية والاشتراعية والقضائية، وجامعيين، وممثلين لمنظمات المجتمع المدني، من بينهم عائلات أشخاص انضموا إلى مناطق نزاع في الخارج». وخلال هذه الزيارة، أُعلِم فريق العمل ب «وجود 4000 تونسي في سورية، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن»، وأن «ال625 العائدين من العراق إلى تونس هم موضع ملاحقات عدلية». على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الدفاع المدني التونسي المنجي القاضي، أول من أمس، انتشال 27 جثة لمهاجرين من أفريقيا شبه الصحراوية قبالة سواحل تونس خلال أسبوع. كما عرض خفر السواحل في إيطاليا لقطات فيديو أمس، لإنقاذ عدد كبير من اللاجئين من قارب خشبي في البحر المتوسط.