أكّدت وزارة الداخلية السعودية أمس، أنها تعرفت على ثلاثة سعوديين ينتمون إلى «تنظيم القاعدة» قتلوا في انفجار حدث في أيلول (سبتمبر) الماضي في مدينة صعدة اليمنية، وهم مطلوبون على قائمة ال85 ممن خطّطوا لعمليات إرهابية، واستهدفوا آبار النفط داخل المملكة، وعملوا على توفير الدعم المالي لتنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية وهم: المطلوب رقم 71 محمد الراشد، والمطلوب رقم 62 فهد الجطيلي، والمطلوب رقم 32 سلطان الدلبحي، وذلك بعد الحصول على عينات من الحمض النووي التي رفعت من الموقع. وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن الجهات الأمنية المختصة علمت عن حدوث انفجار أثناء اجتماع لعناصر الفئة الضالة الموجودين في الخارج في 14 سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أنه نتج منه مقتل وإصابة عدد من الموجودين من بينهم سعوديون مطلوبون للجهات الأمنية. وقال التركي إنه تم الحصول على عينات من الحمض النووي لمن لقوا مصرعهم في هذا الانفجار، وذلك من خلال التواصل الأمني مع الجهات ذات العلاقة، ونتج منه مقتل المطلوب رقم 71 في قائمة ال 85 محمد عبدالرحمن سليمان الراشد (28 عاماً)، الذي تمكن من السفر بوثائق مزوّرة إلى المناطق المضطربة في 2005، وانضم إلى تنظيم الفئة الضالة، وشارك في استهداف الوطن في مخططات إجرامية. وأشار التركي إلى أن المطلوب للجهات الأمنية السعودية رقم 62 في القائمة وقتل في الانفجار يدعى فهد صالح الجطيلي (28 عاماً)، وهو أحد معتقلي «غوانتانامو» السابقين، وتمت استعادته ضمن الدفعة الرابعة في 2007، وألحق ببرنامج الرعاية ووفرت له الإمكانات كافة، لمساعدته في العودة إلى أسرته ومجتمعه. وأضاف: «ان المطلوب الجطيلي هرب متسللاً إلى الخارج، وانضم إلى التنظيم الضال في الخارج، الذي يستهدف الوطن في مخططات إجرامية». ولفت الناطق الرسمي إلى أن القتيل الثالث هو المطلوب رقم 32 في القائمة، ويدعى سلطان راضي الدلبحي (26 عاماً)، وغادر المملكة إلى الخارج في 2007، مستخدماً جواز سفر شقيقه، للانضمام إلى التنظيم الضال في الخارج، مؤكداً أن الجهات المختصة أبلغت ذويهم، لاستيفاء المتطلبات الشرعية والإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات. وأوضح التركي، في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «أن السعودية تحرص على متابعة كل من يرد اسمه للجهات الأمنية، وتورط في قضايا لها صلة بالخلايا الضالة، وانطلاقاً من الحرص نتابع مع الجهات الأمنية في الدول التي تشهد تطورات أمنية مع كل من يتم القبض عليه»، مشيراً إلى أنه «في حال مقتله نعمل على الحصول على عينات من الحمض النووي لمطابقتها». وقال التركي ان هناك أشخاصاً وردت أسماؤهم على قوائم وزارة الداخلية وعلمنا أنهم قتلوا، لكننا لم نستطع أن نتأكد بالطرق الرسمية والشرعية من مقتلهم، لافتاً إلى أن هناك دلالات تشير إلى علاقة القتلى بالقائد العسكري في تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية اليمني قاسم الريمي، الذي قتل الجمعة الماضي. يذكر أن «الحياة» انفردت في 26 سبتمبر بخبر مقتل المطلوب رقم 62 فهد الجطيلي ومطلوب آخر لم يتسن التأكد من هويته في ذلك الوقت في مواجهات أمنية مع الجيش الأمني في مدينة صعدة اليمنية، وذلك بعد اتصال المطلوبين رقم 53 عثمان الغامدي ورقم 85 يوسف الشهري هاتفياً بذويهما، اذ أبلغ الغامدي أسرته بأن الجطيلي قتل، فيما أبلغ الشهري والدته قبل مقتله في جازان أن قريبه وهو محمد الراشد أيضاً قتل في تلك الحادثة. من جهة أخرى، أوضح سليمان الجطيلي شقيق القتيل فهد ل«الحياة»، «أن فرحتنا لم تستمر طويلاً منذ أن تسلمت السعودية شقيقي فهد ضمن الدفعة الرابعة من غوانتانامو، وبعد خروجه من برامج التأهيل والرعاية أصبح حراً طليقاً، إلا أننا فوجئنا بنبأ تسلله إلى اليمن، وانضمامه إلى خلايا الفئة الضالة، وإعلان اسمه ضمن قائمة مطلوبين». وقال الجطيلي انه منذ خروج فهد إلى اليمن، لم نتلق منه أي اتصال مثل بقية المطلوبين الذين يتواصلون مع ذويهم، وذلك للتأثير فيه لتسليم نفسه للسلطات الأمنية والعودة إلى رشده. وأشار شقيق القتيل إلى أن أسرته تلقت اتصالاً في نهاية رمضان الماضي، «مفاده مقتل ابننا في عملية في اليمن، ولم يتسن لنا التأكد، بل سارعنا الى إخبار الجهات الأمنية عن فحوى الاتصال». وكانت وزارة الداخلية اتهمت القتلى الثلاثة بانضمامهم إلى تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية، وتسللهم إلى مناطق تشهد صراعات في اليمن، اذ اتهم محمد الراشد بارتباطه بعناصر التنظيم في الداخل والخارج، وتزوير وثائق للحصول على جوازات سفر، ومغادرته إلى العراق للقتال وتقديمه الدعم المالي، وارتباطه مع منسقين لمغادرة عناصر التنظيم للخارج، إضافة إلى تخطيطه مع مجموعة آخرين من عناصر الفئة الضالة للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة، واستهداف آبار النفط. فيما وجهت لسلطان الدلبحي تهمة ارتباطه بعناصر التنظيم في الداخل والخارج، والتنسيق مع آخرين، لتوفير الدعم المالي وتنسيق سفر المطلوبين إلى خارج المملكة، وتخطيطه للتسلل الى المملكة لدعم الخلايا الارهابية، وتم العثور على جواز السفر الذي يستخدمه في وكر لخلية «تريم» في اليمن، والذي قتل فيه حمزة القعيطي، واتهم القتيل الثالث فهد الجطيلي بتسلله إلى اليمن وانضمامه لصفوف التنظيم، بقيادة زعيم التنظيم اليمني ناصر الوحيشي.