عادت الاعتقالات المتبادلة بين حركتي «فتح» و «حماس» إلى صدارة الأزمة الفلسطينية، بعدما عاود الجانبان الحملات الأمنية التي تستهدف كوادر كل منهما في قطاع غزة والضفة الغربية. واعتقل جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المُقالة التي تقودها «حماس» في غزة أمس نحو 60 قيادياً وكادراً من «فتح» في القطاع، على خلفية إطلاق النار على النائب الحمساوي الشيخ حامد البيتاوي في مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية قبل ثلاثة أيام. ورد جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت قرب رام الله والنجاح في نابلس البرفيسور عبد الستار قاسم، كما اعتقل الموظف في كتلة الإصلاح والتغيير التابعة ل «حماس» في الضفة مراد أبو البهاء. وقال عدد ممن اعتقلتهم «حماس» إن عناصر الأمن الداخلي اعتدوا عليهم بالضرب والشتم. وبين المحتجزين أمين سر «منظمة الشبيبة الفتحاوية» في القطاع محمود قنن. وقال عدد من المعتقلين ل «الحياة» إن الضباط هددوهم ب «عقاب أشد» لو نُشرت أسماؤهم في وسائل الإعلام. الا أن قنن تحدث إلى «الحياة»، وقال إن احتجازهم جاء «على خلفية ما حصل مع الشيخ البيتاوي». وأضاف أنه لم يتم الاعتداء عليه أو على المحتجزين من مدن رفح وخان يونس والوسطى وغزة، مشيراً إلى أن «الضرب طاول كوادر الحركة في شمال القطاع». وذكر أن «الأمن الداخلي أبلغه بأنه كان ينوي اعتقال قيادات الصف الأول للحركة في القطاع، إلا أنه تم العدول عن القرار بناء على طلب البيتاوي نفسه». وأشار عدد من المحتجزين إلى أن «الأمن الداخلي أبلغهم بحظر نشاطات حركة فتح في القطاع رداً على ما قالوا أنه حظر لنشاطات حماس في الضفة». واتهم الناطق باسم «فتح» فهمي الزعارير «حماس» ب «السعي إلى إجهاض الحوار قبل استئنافه في القاهرة» الاثنين المقبل. واعتبر أن «ما يجري يبرهن على مدى استعداد حماس للحوار، ويؤكد أنها ماضية في تعزيز سلطة الانقلاب على حساب الحوار، وهذه رسالة قاتلة لكل جهود الحوار والمصالحة التي ترعاها مصر». وفي المقابل، حذر إسماعيل رضوان من مواصلة «اعتداءات» الأجهزة الأمنية في الضفة على كوادر «حماس»، معتبراً من أن «استمرار هذه الاعتداءات قد يفشل الجهود المبذولة لإنجاح الحوار الفلسطيني». وندد ب «الاعتداء الإجرامي الأخير بحق الشيخ البيتاوي الذي تعرض لإطلاق نار على يد أحد عناصر الأمن الوقائي»، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة. وتبادلت الحركتان الاتهامات على خلفية الاعتقالات والاحتجاز. وأعلن مصدر في الحكومة المُقالة أن «الأجهزة الأمنية تلقت تعليمات بوقف حملة اعتقالات كان مقرراً أن تنفذها ليل الاثنين - الثلثاء في صفوف قادة فتح في القطاع»، رداً على الاعتداء على النائب البيتاوي. وأضاف أن الاعتقالات «ألغيت بناء على أوامر صدرت بعد استجابة رئيس الحكومة (المقالة) اسماعيل هنية لنداء من الشيخ البيتاوي بعدم الرد على الاعتداء عليه». وفي القاهرة، علم ان رئيس الاستخبارات المصري الوزير عمر سليمان يزور إسرائيل اليوم، في أول زيارة بعد تولي بنيامين نتانياهو رئاسة الحكومة. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن محادثات تتناول التهدئة في غزة وتشغيل المعابر وكسر الحصار وصفقة تبادل الأسرى. ولفتت المصادر إلى أن قضية التهدئة ستبحث أيضا مع وفد «حماس» الذي سيصل الاسبوع المقبل إلى القاهرة، خصوصاً «أن الوزير سليمان سيكون في جعبته بعد زيارته لإسرائيل ما يمكن أن نبني عليه سواء بالنسبة إلى إمكان عقد اتفاق تهدئة وشروطها وحيثياتها أو بالنسبة إلى صفقة تبادل الأسرى واطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت».