للمرة الخامسة يحول فقدان النصاب القانوني في المجلس النيابي اللبناني، دون التصويت على مشروع قانون محاكمة الرؤساء والوزراء وعلى اقتراح قانون تحرير سعر صفيحة البنزين، ما دفع برئيس المجلس نبيه بري إلى تحديد موعد جديد في 7 أيار (مايو) المقبل لاستكمال بنود جدول أعمال الجلسة التشريعية. لكن الجلسة التي عقدت بحضور 72 نائباً أمس أقرت مشروع قانون وحيداً يقضي بتثبيت رؤساء الأقلام في وزارة العدل بعد مباراة محصورة بالعاملين منهم. وعندما وصل المجلس الى التصويت على اقتراح تعديل القانون المتعلق بمحاكمة الرؤساء والوزراء فقد النصاب، فأرجئت الجلسة وخرج نواب المعارضة والموالاة ليتبادلوا الاتهام ب»تطيير النصاب». وكذلك شهدت الجلسة سجالاً أثناء مناقشة مشروع قانون محاكمة الرؤساء والوزراء حين كان يدلي نواب بدلوهم ومن بينهم النائب نائلة معوض التي قالت لبري «انك أقفلت المجلس»، فرد عليها: «بسبب حكومتك»، قاصداً الحكومة السابقة التي شغلت فيها منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية. وطلب السنيورة الكلام ليرد فرفض بري وحصل سجال بينهما انعكس على أجواء الجلسة. ولكن بعد رفع الجلسة عقد لقاء بين بري والسنيورة استمر نحو نصف ساعة، رفض بعده السنيورة الكشف عما دار فيه، قائلاً للصحافيين: «الأجواء كانت جيدة. تحدثنا اليوم بالطقس الجميل وكل شيء جميل». وقيل له: كمرشح (في صيدا) ألا يفيدك اقرار المشاريع المطلبية ضمن حملتك الانتخابية؟ فأجاب: «دائماً نتطلع الى مصلحة الناس والوطن والخزينة وعلينا ان نأخذ كل ذلك في الاعتبار ولا يجوز ان تقونن شيئاً على حساب شيء آخر». وأكد أن «سلسلة الرتب والرواتب ستدفع قبل موعد الاستحقاق الانتخابي، ولا تحتاج الى قانون. اما موضوع الTVA على صفيحة البنزين فمن المعلوم ان جميع الممثلين في الحكومة اللبنانية وكل الاطراف قاطبة وبالإجماع وافقوا على هذا القرار». ووزع على هامش الجلسة نص القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي ويقضي بالابقاء على الرسوم والضرائب على صفيحة البنزين. وفي مواقف الأكثرية، قال عضو «كتلة القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا: «مرة جديدة يعمد احد الزملاء الى محاولة تضليل الرأي العام بالقول ان غياب النصاب هو للتهرب من استحقاقات تهم مصالح الناس... هناك جزء من النواب الحاليين غير المرشحين لا يبدون اهتماماً ان يكملوا نشاطهم البرلماني، هناك قسم آخر مشغول بحملاته الانتخابية»، معتبراً أن «جدول اعمال الجلسة التشريعية التي تتأجل اسبوعاً وراء اسبوع، هدفه الإحراج السياسي». ورأى النائب سيرج طورسركيسيان أن «هذا موسم انتخابات والنواب مشغولون بإعلان اللوائح وإدارة حملاتهم الانتخابية». ونفى أن تكون هذه حجة للتهرب من اقرار المواضيع الحياتية، موضحاً أن «أي موضوع يبحث في المجلس النيابي يجب ان يكون هناك توافق عام حوله»، متوقعاً أن «تؤمن الأكثرية النصاب في الجلسة المقبلة اذا انتهت من اعلان لوائحها على رغم أنه موعد مشؤوم لكل بيروت». وفي المقابل، قال عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب شامل موزايا: «مرة جديدة طيّرت الحكومة والاكثرية النصاب عندما وصلنا الى كل شيء يتعلق بحياة المواطن، وتلك الحكومة فشلت في كل ما ورد في بيانها الوزاري الذي لم تستطع ان تحقق شيئاً منه». وأسف رئيس «اتحاد النقل البري» عبدالامير نجدة ل»تطيير النصاب للمرة الخامسة». وقال: «كنا نتمنى من الكتل ان يحذو الجميع حذو اللقاء الديموقراطي». ولاحظ أن «بعض النواب تحولوا الى عدادين للحضور، وأحدهم لم يعد لديه عمل سوى الكلام عن تهريب النصاب».