رفعت مجمعات تجارية احتياطاتها الأمنية استعداداً للعشر الأواخر من رمضان المبارك، بزيادة عدد الحراسات الأمنية، وتكثيف كاميرات المراقبة. فيما كشف أصحاب مجمعات تجارية ومراكز تسوق ل «الحياة" عن التنسيق مع الأجهزة الأمنية، لحماية المراكز وعدم السماح بالإخلال في الأمن خلال هذه الفترة التي ستشهد كثافة من المتسوقين. وأوضح باسم باقطان (مدير مجمع تجاري في مدينة الخبر) ل «الحياة"، أن «خطوطاً عريضة تمت إضافتها إلى الخطة السنوية لحماية المتسوقين في موسم الأعياد، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، بتوفير دوريات أمنية على بوابات المجمع، وزيادة عدد الحراسات الأمنية بالتنسيق مع شركات مختصة. كما أن بعض الأقسام لم تكن تتوافر فيها كاميرات، وكانت الكاميرات على البوابات الرئيسة فقط، إلا أننا قمنا بزيادة عددها». وأضاف باقطان: «إن الخطة التي فرضت على موظفي الحراسات الأمنية، تختلف عن الأعوام السابقة، من خلال توزيعهم بشكل منظم، وتكثيف وجودهم وتزويدهم بأجهزة مطورة لسرعة التواصل مع المسؤولين في حال الاشتباه في أشخاص، سواء أكانوا من الرجال أم النساء. وهذا ليس من دواعي إثارة القلق، وإنما لفرض حماية كاملة في العشر الأواخر من رمضان، إذ ترتفع حمى التسوق، ونشهد زحاماً غير مسبوق». ولم يخف أن هذه الترتيبات جاءت بالتزامن مع توتر الأوضاع الأمنية في المنطقة، لافتاً إلى تهديدات بأعمال إرهابية ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «تويتر"، من «دواعش"، أشاروا إلى أنهم يستعدون لسلسلة من الأعمال الإرهابية الجديدة. وقال: «إن هذا غير مستبعد». وأضاف: «حظرنا دخول الأطفال القصر من دون ذويهم، فبعد أن كان المنع يقتصر على المطاعم فقط، فرضت المجمعات التجارية ومراكز التسوق الرئيسة حالياً وجود الوالدين أو الوصي على القاصر قبل دخوله المجمع، تجنباً لأية أعمال مخالفة، أو استغلال في هذا الشأن». فيما أوضح عبدالرحمن الدوسري (مشرف حراسات أمنية في مجمع تجاري) أن «الخطة جاءت مواكبة للأوضاع الحالية والأحداث التي وقعت في الأسابيع الماضية، وذلك بالتنسيق مع الشرطة، لاسيما في المجمعات التجارية الكبرى، التي تعتبر من معالم المنطقة الشرقية، والتي تتطلب حمايتها بصورة جادة"، مضيفاً: «قبل أسبوع حدثت مشادة كلامية بين نساء، كادت أن تتطور إلى تشابك بالأيدي، إلا أنه لوحظ أنه سرعان ما تم إخلاء المجمع من المتسوقين في أقل من خمس دقائق، والسبب هو الهلع والخوف، كما تم منع الألعاب والمفرقعات في المجمعات، وسيحاسب الأهل في حال سماحهم للطفل باللعب بها داخل المجمعات، وذلك تجنباً لأية حال من القلق والذعر، لاسيما أن مثل هذه الألعاب تنشط في موسم الأعياد، وتتسبب في قلق». خطط أمنية شاملة للأسواق والمواقع المزدحمة وضعت الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية خطة للتعامل مع الطوارئ خلال العشر الأواخر من رمضان المبارك. وشارك في وضع الخطة كل من: الدفاع المدني والشرطة والمرور، لتغطية الأسواق والمواقع التي تشهد زحاماً كثيفاً. وشملت خطة المرور الانتشار الميداني المبكر لدوريات ودراجات المرور، والتمركز على الطرق الرئيسة والمحورية التي تشهد كثافة في أعداد السيارات، وتقسيم الدوريات إلى ثلاث مجموعات على مدار الشهر الكريم، إضافة إلى وجود دوريات رسمية وراجلة والمرور السري في الشوارع الرئيسة والسريعة في الدماموالخبر والظهران والأحساء والجبيل والقطيف. كما تضمنت الخطة المرورية الوجود المكثف في الفترتين المسائية والصباحية على الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إلى المساجد والأسواق التجارية التي تشهد كثافة عالية لتنظيم حركة دخول وخروج السيارات وسرعة مباشرة الحوادث المرورية. فيما تمت الاستعانة بأفراد وضباط المكاتب للميدان لزيادة الحركة المرورية، وتوزيعهم على المساجد والأسواق التجارية، إضافة إلى رصد المخالفات المرورية. وتشمل خطة الدفاع المدني تكثيف دوريات السلامة وتجهيز فرق إطفاء وإخلاء وإنقاذ خلال أوقات الذروة، للتعامل مع الحالات الخطرة بشكل سريع، واستحداث مواقع للفرق الميدانية في الأسواق والطرق السريعة والتي تعمل جنباً إلى جنب مع الفرق الدائمة وتكون مهام تلك الفرق التدخُّل السريع لمواجهة أي طارئ، وتجهيزها بالمعدات الفنية الحديثة اللازمة، إضافة إلى تكثيف دوريات السلامة للوقوف على المنشآت السياحية وجولات ميدانية على الاستراحات والفنادق والمجمعات التجارية والمدن الترفيهية في جميع المحافظات لإعداد تقارير يومية ودورية. كما وضع الدفاع المدني خطة لعطلة عيد الفطر، تشمل تنظيم فرق إطفاء موقتة في الأسواق لمباشرة الحوادث فوراً، وفرق ميدانية ودوريات للوقوف على أماكن الترفيه والمطاعم والتنسيق مع الشرطة، للحدّ من ظاهرة الألعاب النارية غير المرخصة. وتركز خطة شرطة المنطقة الشرقية في العشر الأواخر من رمضان المبارك، على التعامل مع الأوضاع المختلفة مثل تجمّع أعداد كبيرة من المصلين في بعض المساجد، وزحام الأسواق والمجمعات التجارية، وزيادة نسبة الاستهلاك سواء للمواد الغذائية أم الملابس، وما يستتبع ذلك من خلو المنازل من ساكنيها، من خلال إعادة جدولة الأعمال اليومية، وتوزيع أوقات العمل للفرق الميدانية التابعة لكل من الدوريات الأمنية والبحث والتحري والمهمات والواجبات الخاصة منذ بداية رمضان، بحيث تكون المواقع والأماكن التي يمكن أن تكثر فيها الجريمة تحت الرصد الدائم، بناءً على الدراسات الأمنية التي أثبتتها القضايا والبلاغات السابقة. وأطلقت شرطة الشرقية خلال رمضان حملات مكثفة على الأسواق والمحال وأماكن التجمّعات الشبابية، لضبط المتسوّلين الذين يتوزعون على مختلف المدن والأحياء في المنطقة، وإعداد خطط لتتبع المتسوّلين والكشف عن هوياتهم.