بعدما شهدت الأيام الأولى لاطلاق قناة «ناشيونال جيوغرافيك – أبو ظبي» في بداية تموز (يوليو) الماضي، وجوهاً اماراتية وعربية، تظهر ما بين الفقرات، ودبلجة مرة لبنانية ومرة سورية، عادت ادارة المحطة اليوم لتعتمد اللغة العربية الفصحى كوسيط لغوي وحيد، وباتت كل برامج المحطة مدبلجة الى العربية الفصحى. فهذه القناة ليست العربية الأولى التابعة ل «ناشيونال جيوغرافيك»، لكنها الأولى التي تدبلج برامجها كافة الى العربية. لكنّ ادارة المحطة التي كانت تعتقد ان اللهجات المحلية في الدول العربية يمكنها ان تجعل البرامج أكثر شعبية وحضوراً وتكسر من رتابة الفصحى، اكتشفت أن هذه اللهجات صعّبت الأمر على كثير من المشاهدين العرب، بخاصة بعد شكاوى من غلبة اللهجة اللبنانية في الدبلجة، رابطة – أي هذه التعليقات أحياناً - بين هذه الغلبة وبين كون ادارة المحطة الجديدة لبنانية. إذاً عادت المحطة لتشبه كثيراً المحطات العالمية الأخرى ل «ناشيونال جيوغرافيك» بإخراجها وفواصلها ودعاياتها، وإلى حد كبير برامجها، إذ تتأخر أحياناً لأيام أو أسابيع فقط عن برامج تعرض على المحطة العالمية. ولكن ايضاً هناك برامج قديمة، بررها سابقاً مدير قنوات «ناشيونال جيوغرافيك» في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وارد بلاث بأن الهدف منها هو تقديم للمشاهد العربي ما فاته قبل وجود الدبلجة للعربية في هذه القناة الجديدة. ولكن أين هي البرامج المحلية التي وعدت المحطة بإنتاجها، خصوصاً ان المتابع لبرامج القناة يكتشف بعد حين، بأن لا برامج محلية، وبأنها شبه نسخة مدبلجة عن القناة العالمية لا أكثر؟ يقول نائب الرئيس التنفيذي لبرامج «ناشيونال جيوغرافيك» في العالم سيدني سويسا في حديث الى «الحياة» خلال زيارته إلى ابو ظبي، «أن هدف زيارته بالتحديد، هو البحث في طبيعة البرامج التي يمكن انتاجها محلياً وبثها ايضاً على المحطات العالمية ل»ناشيونال جيوغرافيك» التي تصل الى 305 ملايين بيت في 165 دولة وب 34 لغة مختلفة». واضاف ان «هذه البرامج ستتركز في هذه المنطقة على البرامج الناجحة والريادية للحياة الفطرية في الامارات، وتجارب استخدام الطاقة البديلة». واذا كانت المحطة لا تعرف بدقة متطلبات المشاهد العربي وميوله، بسبب غياب أي احصاء أو استفتاء حول الموضوع، إلا انها تعتبر انها تعلم بشكل عام اهتمامات المشاهد العربي التي تتقاطع في أماكن كثيرة مع اهتمامات المشاهدين في العالم، كما قال سويسا. ولأجل مزيد من الحرفية، فانها ستقيم قريباً استفتاء في المنطقة التي تغطيها القناة لتقصي اهتمامات المشاهد العربي. يذكر ان «ناشيونال جيوغرافيك- ابو ظبي» على غير عادة محطات القناة في العالم، ليست مشفّرة، وهي متاحة للمشاهدين مجاناً، وذلك بفضل الدعم المالي الكبير الذي أمنته لها الشراكة مع «شركة أبو ظبي للإعلام». وقد ترافق اطلاق المحطة، مع حملة اعلانية كبيرة، كما انها لا تزال قائمة، من خلال اعلانات الشاشات المضيئة في الطرقات ورعاية عدد من الانشطة التي يمكن ان تدخل في مجال اهتمامات المحطة، من دون أن يعني ذلك تغطية اعلامية من قبل المحطة لهذه الانشطة. فلا برامج محلية، اذ ان فريق البرنامج محدد جداً، والعمل الاساسي اختيار البرامج، وعلى تلزيم دبلجتها. ولكن يبدو أن المحطة بدأت تبني لها جمهوراً، في الامارات على الأقل. وتحاول أن تتحاشى البرامج الحساسة في منطقتنا.