تنتظر منطقة اليورو من اليونان تقديم مقترحات إصلاحات لها ما يكفي من «المصداقية» لتفادي السيناريو الأسوأ أي توقف أثينا عن اعتماد اليورو، وذلك بعد يومين على رفض الناخبين اليونانيين المدوي لخطة الدائنين في استفتاء. وأكدت مصادر أوروبية أن 17 من أصل 19 دولة عضو في منطقة اليورو لا تعارض خروج اليونان من المنطقة. ولفتت إلى أن الدولتين المؤيدتين لبقاء اليونان في المنطقة هما فرنسا وإيطاليا (للمزيد). وقبل القمة الاستثنائية لمنطقة اليورو المقررة مساء أمس، التقى وزراء المال في منطقة اليورو ظهراً في بروكسيل. وهو أول اجتماع من نوعه يحضره وزير المال اليوناني الجديد يوكليد تساكالوتوس الذي عين خلفاً ليانس فاروفاكيس. وتساكالوتوس منسق المفاوضات بين أثينا ودائنيها أكثر رصانة من سلفه لكنه ليس بالضرورة أكثر مرونة. فمساء أول من أمس، اعتبر أن الشعب اليوناني «يستحق خطة أفضل من تلك المقترحة» بعد رفضها في استفتاء، مشدداً على «انه لن يقبل بحل غير دائم». ولم يدل بأي تصريح لدى وصوله أمس إلى الاجتماع مع نظرائه في منطقة اليورو. وأمس قال المفوض الأوروبي المكلف الشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي: «على اليونانيين أن يقولوا كيف يريدون التصرف لتفادي الأسوأ». واعتبر نائب رئيس المفوضية الأوروبية فلاديس دومبروفسكيس أن خروج اليونان من منطقة اليورو «ليس مستبعداً» إذا لم تقدم أثينا «رزمة إصلاحات ذات مصداقية»، مشدداً لهجته حيال أثينا خلافاً لتصريحات رئيس المفوضية جان كلود يونكر الذي قال أمام البرلمان الأوروبي إن «الأوان حان للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأنا أريد أن نلتقي لإيجاد حل حتى وإن لم نجد هذا الحل اليوم، وأنا أريد وأتمنى أن نتمكن من تفادي خروج اليونان من منطقة اليورو». لكن غالبية الدول ترفض الاستمرار في مساعدة اليونان بعد خطتي إنقاذ بقيمة إجمالية قدرها 240 بليون يورو وأشهر من المفاوضات الصعبة مع حكومة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس اليسارية التي وصلت إلى سدة الحكم مطلع العام. وبرزت أقوى الأصوات المعارضة من دول أوروبا الشرقية. وقال وزير المال في لاتفيا يانس ريرز أن «خروج اليونان من منطقة اليورو لن يطرح مشكلة». ولفت نظيره السلوفاكي بيتر كازيمير إلى «أن إطالة هذه المناقشات سيكون ضاراً جداً. علينا أن نتخذ قرارات جريئة مهما كانت». أما وزير المال في مالطا ادوارد سيكلونا فرأى أن خروج اليونان من منطقة اليورو «احتمال واقعي» لكن يجب عدم التلويح به. غير أن أوروبا منقسمة إلى معسكرين، معسكر الصقور المؤيدين لخط متشدد حيال أثينا والذين لن يروا على الأرجح أي مانع في ترك اليونان تخرج من اليورو، وهو معسكر يضم ألمانيا ودول شمال منطقة اليورو وشرقها. وفي المقابل، هناك معسكر الحمائم ويضم الدول التي تبدي مزيداً من الليونة حيال اليونان وفي طليعتها فرنسا ودول جنوب أوروبا، مدعومة من يونكر. وقال الوزير الإسباني لويس دي غيندوس الذي يطمح إلى تولي رئاسة مجموعة اليورو إن «خروج اليونان من منطقة اليورو ليس على الطاولة» في حين قال نظيره في لوكسمبورغ بيار غرامينيا انه منفتح لاقتراح إعادة هيكلة الدين اليوناني. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لإذاعة «أر تي إل» أن «فرنسا تفعل وستواصل فعل كل ما بوسعها من أجل أن تبقى اليونان في منطقة اليورو لأن مكانها في قلب البناء الأوروبي».