سجلت سجون المباحث السعودية زيادة في عدد السجناء ممن لهم صلة بالنزاعات في سورية والعراق. وأشارت إلى أنه طبقاً لأرقام وزارة الداخلية السعودية فإن نحو 2300 سعودي سافروا إلى سورية للانضمام إلى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين. وأوضحت وكالة «رويترز» في تحقيق نشرته أمس أن عدد سجناء المباحث هبط بنحو 60 في المئة إلى 2289 سجيناً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، من 5501 سجين في كانون الأول (ديسمبر) 2010. أما اليوم فإن هناك 4209 سجناء في سجون المباحث، طبقاً لمدير سجن الحائر. وذكر أحد السجناء (25 عاماً) أنه ذهب للقتال في سورية، لأن أقرباءه من جهة والدته سوريون، «لذلك كنت أريد تقديم المساعدة». لكنه أصيب برصاصة قناص في ظهره في محافظة إدلب، بعد عامين قضاهما في صفوف «جبهة النصرة»، وأضحى مشلولاً من الخصر فأسفل الجسم. وقال معظم السجناء، وغالبيتهم شبان نضروا الوجوه، إنهم ذهبوا إلى سورية من تلقاء أنفسهم، بعدما شاهدوا التقارير الإخبارية والدعايات التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي. ويرتاد معظمهم ساحة التمرين الرياضي، أو مستشفى السجن، أو المكتبة، أو يمكثون في غرف مشتركة. وبينهم شاب عمره 17 عاماً، وآخر في ال18 من عمره، بدأ السفر إلى سورية قبل أن يغير رأيه ويسلم نفسه إلى السلطات. ومن المحتجزين شاب (27 عاماً) من الخرج (جنوبالرياض) مكث ستة أشهر مع تنظيم «المهاجرون» ذي الصلة بتنظيم «داعش»، واختار العودة بسبب القلق على زوجته وبناته. وقال إن الأخبار والمقاطع المرئية هي التي أقنعته بالذهاب إلى سورية. وأضاف أنه غادر إلى الرياض ثم إلى مصر، ومنها إلى إسطنبول ثم تم تهريبه إلى سورية. وثمة سجين أكبر سناً مكث 10 أعوام في أفغانستان، وهو من جيل سابق من المتشددين. وقال المحلل الأمين مصطفى العاني إنه على النقيض من تنظيم «القاعدة» الذي كانت لديه شيكات عضوية داخل السعودية قبل 10 أعوام، فإن «داعش» ليست له شبكات، بل يخطط الهجمات الإرهابية الدامية، كالتي حدثت شرق السعودية في أيار «مايو» الماضي، في الخارج، ويتواصل إلكترونياً بمتعاطفين معه داخل المملكة الذين يوفرون الدعم اللوجستي للقلة المدربة من عناصره. ويعني هذا الأسلوب أن الهجمات نادراً ما تنفذ، لأنها تعتمد على عناصر ضئيلة التدريب.