كثفت الصين جهودها في مطلع الأسبوع الجاري لانتشال بورصتها من الاتجاه النزولي الذي يهدد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في وقت أكد فيه تقرير أن الحكومة أنشأت صندوقاً لاستقرار السوق. وتعهدت كبرى شركات السمسرة بالتوسع في شراء الأسهم. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الصين علقت أي إصدارات جديدة للأسهم سعياً لتخفيف الضغط على السوق التي هوت 30 في المئة في ثلاثة أسابيع وجاء نبأ تعليق عمليات الطرح الأولي بعد ساعات قليلة من إعلان غير متوقع من كبرى شركات السمسرة وصناديق الاستثمار التي تعهدت باستثمار ما لا يقل عن 120 بليون يوان (19 بليون دولار) من أموالها في السوق. وتبدأ الحكومة الصينية والمؤسسات الرقابية والمالية حملة منظمة لدعم سوق الأسهم في البلاد وسط مخاوف من أن يعصف الهبوط بالنظام المالي ويكبد الاقتصاد خسائر فادحة في وقت يسجل معدل النمو أقل مستوياته في 24 عاما. وفقدت البورصة نحو ثلاثة تريلونيات دولار أي أكثر من الناتج الاقتصادي للبرازيل بالكامل، من قيمتها السوقية منذ بدء الاتجاه النزولي قبل أسابيع قليلة وهو ما يثير قلق المستثمرين بدرجة أكبر حتى من أزمة ديون اليونان. وفقد مؤشر «شنغهاي» الرئيسي نحو ثلث قيمته منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، لينهي اتجاهاً صعودياً بنفس القوة رفع البورصة لأكثر من ضعفي قيمتها في سبعة أشهر بفضل خفض أسعار الفائدة. ويهيمن المستثمرون الأفراد على البورصة، ويؤجج انهيارها المخاوف من حدوث حالة فزع. وكان التلفزيون الصيني أذاع اليوم (الأحد) أن السلطات ألقت القبض على رجل بزعم أنه أطلق شائعات بأن أشخاصاً يقفزون من مبان في بكين جراء انهيار البورصة. ورغم المحاولات المتكررة من الجهات الرقابية على مدار الأسبوع الماضي لإشاعة الاستقرار في السوق بإجراءات مثل خفض أسعار الفائدة وتقليص قواعد هامش الإقراض وزيادة السيولة لدى البنوك، فإنها فشلت في طمأنة المستثمرين.