ارتفع الدولار نحو 0.3 في المئة أمام عملات رئيسة أمس، بعدما سجل أكبر خسائره اليومية أمام اليورو في أكثر من سنة خلال الجلسة السابقة. وشهدت الأسواق موجة هبوط أول من أمس وسط تجدد المخاوف في شأن اليونان التي أثارت قلق أوروبا على مدى خمس سنوات، وبعض البيانات الأميركية التي جاءت أقل كثيراً من المتوقع، ما أجج مخاوف المرتبطة بالنمو العالمي. وتمثل منطقة اليورو، التي تواجه خطر الدخول في دائرة من النمو المنخفض جداً والانكماش، مصدر القلق الرئيس للمستثمرين، ولكن انحسار التوقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية بقي السبب الأبرز للتحركات الأكبر هذا الأسبوع. وزاد الدولار 0.3 في المئة أمام اليورو والين ليصل إلى 1.2789 دولار لليورو و106.24 ين. ونزل الدولار من أعلى مستوياته في ست سنوات البالغ 110.09 ين، والذي سجله مطلع الشهر الجاري حين تعززت التوقعات برفع مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي أسعار الفائدة، وكانت رؤية السوق للاقتصاد الأميركي أكثر تفاؤلاً. وتعافى اليورو أمام العملة اليابانية ليرتفع قليلاً إلى 135.75 ين، بعدما سجل أدنى مستوياته في 11 شهراً عند 135.04 ين ليل أول من أمس. وانخفض مؤشر الدولار نحو 0.1 في المئة إلى 85.096، بعد تراجعه إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع عند 84.472 ليل أول من أمس. وهبط الجنيه الإسترليني أمام الدولار ليتجه نحو أدنى مستوياته في 11 شهراً والذي سجله في الجلسة السابقة بفعل توقعات بتأجيل رفع أسعار الفائدة البريطانية. ونزل الإسترليني 0.3 في المئة إلى 1.5975 دولار بعدما بلغ 1.5875 دولار أول من أمس، كما هبط إلى أدنى مستوياته في شهر أمام اليورو أول من أمس، قبل أن يتعافى إلى 80 بنساً لليورو أمس. وسجل سعر صرف اليوان الصيني أمس مستوى مرتفعاً جديداً في سبعة أشهر أمام الدولار بعدما حدد البنك المركزي متوسطاً أعلى لنطاق تحركه. وقفزت العملة الصينية إلى 6.1209 يوان للدولار، وهو أعلى مستوياتها في سوق التعاملات الفورية منذ بداية آذار (مارس) الماضي، ولكنها تخلت عن بعض مكاسبها خلال اليوم بعدما أصدر البنك المركزي بيانات الائتمان لأيلول (سبتمبر) الماضي. وحدد «بنك الشعب الصيني» متوسط نطاق سعر صرف اليوان مرتفعاً 0.1 في المئة عن المتوسط السابق عند 6.1395 يوان للدولار، بعد تراجع مؤشر العملة الأميركية 0.8 في المئة ليل أول من أمس. ويُسمح حالياً لسعر اليوان في السوق الفورية بالتحرك في نطاق يصل إلى اثنين في المئة صعوداً أو هبوطاً عن المتوسط الذي يحدده «المركزي». ويشهد اليوان اتجاهاً صعودياً بطيئاً ولكنه مطرد منذ أواخر أيلول الماضي بدعم من بيانات تجارية قوية. إلى ذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الصين لا تتلاعب بقيمة اليوان، مطالبة في الوقت ذاته بكين بتركيز جهودها على تنمية الطلب الداخلي عوضاً عن الصادرات، لتعزيز النمو الاقتصادي. وأكدت الوزارة في تقريرها نصف السنوي إلى الكونغرس، الذي يمكنه فرض عقوبات على أي بلد يصنف رسمياً في خانة «المتلاعب» بعملته، أن «اليوان استعاد عافيته جزئياً بعدما انهارت قيمته في وقت سابق من السنة، قبل أن يعود ويرتفع 1.7 في المئة منذ نيسان (أبريل) الماضي». ولكن الوزارة أشارت إلى أن «اليوان لا يزال بمقدار كبير دون قيمته الحقيقية»، مستعيدة بذلك التوصيف الذي دأبت على استخدامه للضغط على الصين لتحرير قيمة عملتها الوطنية بحيث تحدد قيمتها تبادلات الأسواق العالمية. وتحرص وزارة الخزانة على عدم تصنيف الصين في خانة الدول المتلاعبة بقيمة عملتها كي لا تتيح للكونغرس فرض عقوبات على ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم وأول حامل لسندات الدَين الأميركية. إلى ذلك تشبث الذهب بمكاسبه الكبيرة التي حققها ليل أول من أمس ليجري تداوله أمس قرب أعلى مستوياته في أكثر من شهر مع سعي المستثمرين وراء الملاذات الآمنة وسط تزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي. واستقر الذهب في التعاملات الفورية عند 1239.20 دولار للأونصة، بعدما صعد الى أعلى مستوياته منذ 11 أيلول الماضي مسجلاً 1249.30 دولار في الجلسة السابقة، قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه ليغلق مرتفعاً 0.7 في المئة. وارتفع سعر الفضة في السوق الفورية 0.06 في المئة إلى 17.41 دولار، وانخفض البلاتين 0.48 في المئة إلى 1248.25 دولار، والبلاديوم 0.47 في المئة إلى 759.43 دولار. وهبطت أسعار النحاس تحت ضغط بيانات عن التضخم في الصين وأرقام ضعيفة لمبيعات التجزئة وأسعار الجملة في الولاياتالمتحدة، ولكن الخسائر جاءت محدودة نظراً إلى تنامي التوقعات بأن حدوث فائض في إمدادات المعدن سيتأخر حتى العام المقبل. وتراجع التضخم السنوي لأسعار التجزئة في الصين أكثر من المتوقع وسجل 1.6 في المئة في أيلول (سبتمبر) الماضي، وهو أدنى مستوى منذ كانون الثاني (يناير) 2010، في دلالة جديدة على تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ولكن ذلك يمنح صناع السياسة مجالاً أوسع لتنشيط النمو إذا دعت الضرورة. وستشهد سوق النحاس نقصاً في الإمدادات هذه السنة للعام الخامس على التوالي قبل أن يتحول إلى فائض مقداره نحو 390 ألف طن العام المقبل، وفق مؤسسة معنية بالقطاع. وأغلقت العقود الآجلة للنحاس (ل3 أشهر) في بورصة لندن للمعادن منخفضة 2.3 في المئة عند 6645 دولاراً للطن، بعدما ارتفعت 1.4 في المئة في الجلسة السابقة حينما سجلت أعلى مستوياتها منذ 19 أيلول الماضي عند 6825 دولاراً للطن. وأغلق الألومنيوم منخفضا 1.5 في المئة عند 1920 دولاراً للطن، بينما هبط الزنك ثلاثة في المئة ليغلق عند 2277.50 دولار للطن.