بور أو برنس، لندن، واشنطن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - بدأت طلائع قوة عسكرية اميركية من 3500 جندي في الوصول الى هايتي امس لتقديم المساعدات الانسانية وتوفير الأمن وسط انباء عن اطلاق نار وعمليات نهب في العاصمة بور او برنس، في وقت أعلن مساعد المنسق العام للصليب الأحمر في هايتي فيكتور جاكسون، أن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب الجزيرة ليل الثلثاء - الأربعاء قد يراوح بين 45 و50 ألفاً، بينما أشارت توقعات أخرى الى حصيلة تناهز المئة ألف قتيل. وبعد مرور 48 ساعة على الكارثة، ظلت جثث القتلى في مكانها، في حين لم يتلق المصابون أو المشردون أي مساعدة، نظراً الى انهيار البنى التحتية والمؤسسات، بما في ذلك قوات حفظ السلام الدولية التي لا يزال 200 من عناصرها مفقودين. وتحدثت انباء عن اطلاق نار وعمليات نهب للمتاجر بحثاً عن مواد غذائية. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، عن مساعدة فورية بقيمة مئة مليون دولار لهايتي، مؤكداً وضع كل إمكانات الولاياتالمتحدة في خدمة هذا البلد الواقع في البحر الكاريبي. وخصص صندوق النقد الدولي مساعدة طارئة مماثلة. وقرر الجيش الاميركي إرسال حاملة الطائرات «يو اس اس كارل فينسون» اضافة الى مستشفى طبي ومدمرات وزوارق تابعة لخفر السواحل وطائرات نقل في اطار عملية واسعة لتقديم خدمات الاغاثة. وقالت وزيرة الصحة والخدمات الانسانية الاميركية كاثلين سيبليوس ان الولاياتالمتحدة سترسل 300 من أفراد الخدمات الطبية الى هايتي وانها وضعت 12 ألفا على أهبة الاستعداد للانتقال الى هناك اذا استلزم الامر. وحذرت منظمة «سايف ذا تشيلدرن» الخيرية بريطانية من أن حوالى مليوني طفل معرضون للخطر بعد الزلزال نتيجة أضرار جسدية ونفسية لحقت بهم، في غياب أي جهة قادرة على مساعدتهم في تجاوز محنتهم. وتحول وسط العاصمة الهايتية بور أو برنس الى مخيم ضخم للاجئين يبحث فيه آلاف المنكوبين عن المياه والطعام والأدوية. وأشار المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى هايتي الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الى أن المنكوبين «يموتون من البرد والجفاف أو بسبب إصابات كان يمكن علاجها بسهولة». ومع إعادة فتح مطار بو أو برنس، ازدحم مدرجه بطائرات تحمل مساعدات من دول في القارة الأميركية وأوروبا، فيما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أن الوكالات الإنسانية تواجه «تحدياً لوجستياً ضخماً» في هايتي حيث لا يعمل برج المراقبة في المطار ودمر المرفأ نتيجة الزلزال. وقالت الناطقة باسم المكتب اليزابيث بيرز في جنيف إن «الأولوية هي لإنقاذ الأرواح وإخراج ناجين من تحت الأنقاض ومعالجة الجرحى. انه الأمر الأهم لأن الآمال تتراجع مع مرور الوقت». وأشارت الى أن 16 فريق إغاثة «في طريقها» الى هايتي. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ان وزراء التنمية في الاتحاد سيعقدون اجتماعاً طارئاً مطلع الأسبوع المقبل، للبحث في أفضل الطرق لمساعدة هايتي.