ابلغ الرئيس محمود عباس أمس مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز الذي التقاه في رام الله في الضفة الغربية انه لن يعود الى التفاوض مع اسرائيل قبل ان توقف الاستيطان وتعود الى النقطة التي توقفت عندها المفاوضات. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ل «الحياة» ان جونز حمل رسالة من الرئيس باراك اوباما الى الرئيس عباس يؤكد فيها التزامه عملية السلام على اساس حل الدولتين، وقناعته بأن مفتاح حل مشاكل المنطقة هو حل المشكلة الفلسطينية على اساس حل الدولتين. وطلب اوباما من عباس في هذه الرسالة العودة الى المفاوضات مع اسرئيل. وقال عريقات ان عباس رد على جونز انه راغب في العودة الى المفاوضات، لكنه يريد من الجانب الاميركي المساعدة في حمل اسرائيل على وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدس، والعودة الى النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008. وقال مسؤولون فلسطينيون ان عباس ابلغ جونز ان الفلسطينيين لن يقتنعوا بجدية اي عملية سلمية ما لم تترافق مع وقف الاستيطان. ونقلوا عنه قوله: «حتى يقتنع شعبنا بأن هذه المفاوضات جدية، يجب ان يتوقف الاستيطان، فمن يريد ان ينسحب من هذه الارض ويعطي الفلسطينيين حق اقامة دولة مستقلة، لا يواصل فرض الحقائق الاستيطانية عليها». ونقلت وكالة «رويترز» عن عباس قوله في تصريحات لاذاعة «صوت العرب» المصرية انه سيقاوم الضغوط الاميركية التي تجددت في اتجاه استئناف محادثات السلام ما لم توقف اسرائيل تماماً أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة أولاً. كما نقلت عنه قوله في مقابلة بثتها «اذاعة فلسطين» امس ان الضغط الاميركي لاستئناف المفاوضات قبل الوقف الكامل لبناء المستوطنات غير عادل. وسئل عباس هل يمكن أن تؤدي ضمانات اميركية الى اقناعه باستئناف المحادثات، فقال ان الاميركيين قدموا فعلاً ضمانات، وان هذه الضمانات لم تفعل شيئاً، مضيفاً أن الفلسطينيين لا يريدون ضمانات وانما يريدون أن تقول الولاياتالمتحدة لاسرائيل أن توقف الاستيطان تماماً لفترة من الزمن، ثم تستأنف المفاوضات. واضاف ان الولاياتالمتحدة اذا لم تكن تستطيع اجبار اسرائيل على وقف النشاط الاستيطاني فكيف لها ان تقدر على تنفيذ اتفاق سلام.