منذ 23 عاماً والأرجنتين تبحث عن تتويج يليق بسمعتها ومكانتها، وها هي الفرصة الملائمة تتاح اليوم عندما تلتقي اليوم (السبت) بتشيلي المتعطشة لذهب كروي، وستكون الأرجنتين أمام فرصة ثانية في أقل من عام لأجل التربع على منصة التتويج للمرة الأولى منذ 1993، كونها تلاقي منتخباً تخصصت في الإطاحة به، بينما ستكون المهمة أكثر صعوبة على أهل الدار إذ لم يسبق لهم الفوز إطلاقاً على عقدتهم الأرجنتين في بطولة «كوبا أميركا»، والانتصار الأول اليوم يعني التتويج باللقب. وكانت الأرجنتين الصيف الماضي أمام فرصة ذهبية لفك صيامها عن الألقاب منذ 1993، أي منذ إحرازها لقبها ال14 والأخير في «كوبا أميركا» بفوزها في النهائي على المكسيك (2-1)، وذلك بوصولها إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 1990 لكنها سقطت أمام ألمانيا مجدداً بالخسارة أمامها (صفر-1) بعد التمديد في إعادة لنهائي مونديال إيطاليا الذي خسرته حينها أمام «ناسيونال مانشافت» بالنتيجة ذاتها. وبعد ثلاثة أسابيع من انطلاق البطولة القارية دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لميسي ورفاقه في «لا البيسيليستي» الذين استحقوا قيادة بلادهم إلى النهائي ال27، بعد أن كشّروا عن أنيابهم في الدور نصف النهائي باكتساحهم الباراغواي وصيفة بطلة النسخة الماضية (6-1). ويمكن القول إنها من المرات النادرة التي يصل فيها إلى نهائي إحدى البطولات الكُبرى أفضل منتخبين، وذلك لأن تشيلي بقيادة مدربها الأرجنتيني خورخي سامباولي تستحق أيضاً الحضور في مباراة السبت، إذ كانت الأكثر ثباتاً والأفضل أداءً، وكانت الوحيدة التي تفوز بفارق أكثر من هدف خلال الدور الأول (2-صفر على الإكوادور و5-صفر على بوليفيا)، قبل أن تُجرّد الأوروغواي من اللقب بالفوز عليها (1-صفر) في الدور ربع النهائي ثم على البيرو (2-1) في دور الأربعة. أما بالنسبة للأرجنتين، وعلى رغم وجود الترسانة الهجومية المتمثلة بميسي وسيرخيو أغويرو وكارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين وأنخل دي ماريا، فلم تفز على الأوروغواي وجامايكا إلا ب(1-صفر) في الدور الأول، وتعادلت مع الباراغواي (2-2)، ثم احتاجت إلى ركلات الترجيح لتخطي كولومبيا في دور الأربعة بعد تعادلهما (صفر-صفر)، قبل أن تعلن أخيراً عن نفسها أمام الباراغواي بسداسية، لم يكن لميسي أية حصة فيها لكنه كان طرفاً في خمسة منها. وستكون المواجهة بين الأرجنتينوتشيلي الأولى بينهما في البطولة القارية منذ الدور الأول لنسخة 1997 حين فازت الأولى (2-صفر)، فيما تعود آخر أهم مباراة بينهما على صعيد البطولة إلى عام 1991 عندما تأهلا معاً إلى الدور النهائي (دور المجموعات حينها)، وتُوّجت الأرجنتين باللقب بعد أن تصدّرت أمام البرازيل، فيما حلّت تشيلي التي خسرت مباراتها مع منافستها المقبلة (صفر-2) في المركز الثالث أمام كولومبيا. وستكون الأرجنتين حاضرة على منصة التتويج بغض النظر عن هوية المنتخب الذي سيتوّج باللقب بوجود سامباولي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب التشيلي. وحضر أربعة مدربين أرجنتينيين في الدور نصف النهائي من النسخة ال44، وتمكّن سامباولي من التفوّق على مواطنه ريكاردو غاريسا والمنتخب البيروفي (2-1)، ومارتينو على رامون دياز الذي يشرف على الباراغواي.