حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في حلب بعد يوم على تشكيل تحالف من 13 فصيلاً للسيطرة على كامل المدينة فيما توغل «جيش الفتح» من شمال البلاد الى وسطها بالتزامن مع ارسال الجيش التركي آليات وجنود الى الحدود مع سورية. (للمزيد) وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن مقاتلي «غرفة عمليات فتح حلب سيطروا على مبنى البحوث العلمية المجاور لحي الراشدين وحلب الجديدة في مدينة حلب»، بعد احكام قبضتهم على القسم الشمالي لحي الراشدين المتاخم لموقع البحوث العلمية، قوبل ذلك بتكثيف الطيران السوري غاراته على حلب. وتقع حلب على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود مع تركيا. وتنقسم إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المعارضة منذ 2012. وحلب مهمة بالنسبة للنظام وفقدانه السيطرة عليها سيزيد من تقسيم فعلي لسورية بين مناطق غربية لا تزال تحت سيطرته وبقية البلاد التي يسيطر عليها عدد كبير من الجماعات المقاتلة. وأعلنت الفصائل الخميس اطلاق «غرفة عمليات انصار الشريعة» بهدف «تحرير مدينة حلب وريفها». وقال كريم عبيد من «مركز حلب الإعلامي» ان «الهجوم بدأ باستهداف نقاط تمركز قوات النظام في كتيبة الدفاع (مقر الاستخبارات) بصواريخ محلية الصنع، قبل التسلل الى داخل الكتيبة وخوضهم اشتباكات عنيفة»، لافتاً الى ان «اهمية هذا الحي انه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي». وأوضح ان السيطرة على الحي من شأنها ان «تؤمن الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية». وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللإمداد من تركيا الى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة. كما ان السيطرة على الحي تضع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في مرمى نيران المعارضة. وأعلن «جيش الفتح»، الذي هزم قوات النظام في محافظة ادلب، السيطرة الكاملة على بلدة الشريعة في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وأن مقاتليه قصفوا قوات النظام في تل واسط والزيارة وجورين وزيزون في ريف حماة. وقالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتاداً على امتداد جزء من الحدود مع اشتداد حدة القتال شمال مدينة حلب شمال سورية، فيما اكد رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سورية لحماية حدودها. سياسياً، قالت مصادر ل «الحياة» ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح في زيارته الأخيرة إلى روسيا تشكيل «مجموعة اتصال» لتوفير مظلة للحل السياسي في سورية وجهود دي ميستورا لعقد مؤتمر «جنيف - 3» قبل نهاية السنة.