استفاد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من «خديعة دعائية» بثها في أوساط مقاتلي المعارضة و «خيانة» فصائل أخرى كي يحرز تقدماً استراتيجياً في الشمال قرب حدود تركيا ويتمدد إلى حلب ثاني أكبر مدينة في سورية، في وقت تقهقرت قوات النظام السوري في وسط البلاد وقامت «جبهة النصرة» بملء الفراغ الذي تركه «الجيش الحر» في ريف إدلب. (للمزيد) وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «31 من مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وثمانية من الدولة الإسلامية على الأقل قتلوا في المعارك التي سمحت للتنظيم الجهادي بالسيطرة على ست قرى في محافظة حلب» بعد شهور من المواجهات مع فصائل إسلامية معارضة. وسيطر مقاتلو «داعش» على قرى المسعودية والعزيزية ودويبق والغوز وبلدتي تركمان بارح وأخترين في ريف حلب الشمالي الشرقي» القريبة من الحدود التركية. وتعتبر بلدة أخترين «منطقة استراتيجية» لتنظيم «داعش» كونها تفتح الطريق أمامه نحو بلدة مارع، أهم معاقل «الجبهة الإسلامية»، ونحو مدينة أعزاز، مرجحاً أن «تكونا الهدف المقبل» للتنظيم. وجاءت سيطرة التنظيم على هذه القرى «عقب اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المتبقية هناك، بعد انسحاب جبهة النصرة وكتائب إسلامية من المنطقة في أواخر تموز (يوليو)» الماضي. لكن نشطاء أشاروا إلى «داعش» قام ب «خديعة» الفصائل المعارضة إذ انه بث إشاعات من انه سيقتحم مطار كويرس العسكري في ريف حلب بعد سيطرته على مقر «الفرقة 17» و «اللواء 93» في شمال شرقي سورية، غير انه فاجأ المعارضة بهجوم على القرى المحاذية لحدود تركيا. من جهتها، أوضحت «جبهة الأكراد» انه «في تركمان بارح وجبهات أخرى حصلت خيانة عظمى بحق أهالي الريف الشمالي من قبل تلك الفصائل، وفوجئنا بتسليم تلك الكتائب تركمان بارح وجبهات أخرى لداعش». في المقابل، بثت «جبهة النصرة» فيديو ظهرت فيه عملية جلد شخص في وسط مدينة خان شيخون في ريف إدلب الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ بضعة أشهر. وقالت مصادر إن قوات «النصرة» عززت وجودها في خان شيخون و»ملأت الفراغ» بسبب انشغال مقاتلي «الجيش الحر» في معارك في ريف حماة المجاورة في وسط البلاد. وأفاد «المرصد» بأن مقاتلي المعارضة سيطروا أمس على الحي الجنوبي الغربي من بلدة مورك في حماة، موضحاً: «بعد نحو 3 أسابيع من تنفيذ النظام لهجومه على بلدة مورك بريف حماة الشمالي لاستعادة السيطرة عليها، فإن قوات النظام تتقهقر وتنسحب إلى خارج مناطق سيطرت عليها في البلدة، خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة». ونقل موقع «زمان الوصل» عن «مصادر ميدانية» بمقتل «50 عنصراً من قوات النظام في اشتباكات عنيفة على حاجزي العبود والغربال وفي الحي الشرقي من مدينة مورك». وعلى صعيد المعارك في القلمون شمال دمشق، قالت مصادر معارضة إن مقاتلي المعارضة سيطروا على ثلاث نقاط في منطقة رأس المعرة ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر النظام و «حزب الله». وأفاد موقع «زمان الوصل» بأن «الثوار استعادوا أمس حركتهم الهجومية ضد قوات (الرئيس بشار) الأسد وعناصر حزب الله في منطقة القلمون بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة أثناء أحداث عرسال على الحدود السورية -اللبنانية».