أجواء شتوية جميلة كست منطقة السهول التهامية في الجنوب من السعودية التي تتمتع بمناخ معتدل جدًا في مثل هذا الوقت من كل عام، إذ تستعد لاستقبال ضيوفها وزوّارها ومرتاديها لشتاء هذا العام من أنحاء مناطق المملكة كافة سواء كان ذلك خلال الإجازة المقبلة لمنتصف العام الدراسي او غيرها، نعم تلك المناطق التي أبدعها سبحانه وتعالى بمناخ فطري استطاعت بفطرة أجوائها جذب تلك الاعداد بشكل سنوي، ولكن افتقدت، للأسف الشديد، إلى عوامل المساعدة من الجهات ذات العلاقة بالسياحة في بلادنا لترتقي بنفسها وبطبيعتها الفطرية فقط... ومن دون تدخل قوي من هيئات السياحة ومنشآتها التي نسمع عنها، التي نحن بحاجة ماسة اليها في مثل مناطقنا الطبيعية والممتعة في أجوائها الرائعة التي تبهج زوارها. أكرر إن المنطقة الجنوبية بفطرتها وطبيعتها ومناخها صنعت بنفسها سياحتها الحالية صيفاً وشتاءً من دون تدخل تلك الجهات والهيئات المتخصصة في المجال السياحي، ومن هذا المقام أرغب بكل صراحة وشفافية أن اوضح بعد تجوالي للعمل البيئي بالمنطقة، خصوصاً لغاباتها المنتشرة في ارجائها بأنني لاحظت فطرية تلك الغابات التي افتقدت للتدخل الصناعي السياحي الذي مثلما ذكرت نسمع عنه فقط للأسف، إذ لم تجد تلك الغابات او السهول والاودية الشاسعة مد يد العون من جهات الاختصاص عن السياحة وكيفية استثمارها الاستثمار الحقيقي، وعند مرورك بتلك الغابات والسهول النضرة بأجوائها الحالية مع قدوم فصل الشتاء نلحظ فقط خدمات عدة شبه متواضعة ومنها الطرق الاعتيادية التي قد لا يكتمل شريانها في معظم الاحيان لعموم جنبات تلك السهول والاودية، كما قد تجد اعمدة الانارة التي ترتكز حول طرقها فقط من دون الانتشار والتوغل في بقية الارجاء العطرة، يُضاف الى ذلك بعض المظلات التي قد لا تتجاوز اصابع اليدين في معظم الاماكن السياحية من مواقع أثرية أوأودية وغيرها، وهكذا الحال لبقية الخدمات المتواضعة المعتادة من دون التطوير المصاحب والضروري الذي يرغبه ويتمناه الجميع من الاهالي أو الزوار والمصطافين. انني أوجّه الدعوة الجادة للاستثمار السياحي لرجال الاعمال في منطقة الباحة او عسير وبقية المناطق المطلة على الساحل لمختلف مواقعها السياحية الجذابة التي يعرفها الجميع من مرتادي هذه المنطقة السياحية، أوجّه الدعوة للجهات المعنية التي تتغنى بالتشجيع السياحي وصناعته وتطويره، أقول منذ أعوام عدة ونحن نستبشر بقيام بعض الهيئات والمؤسسات والإدارات السياحية في بلادنا، ولكن لم نشهد تلك الادوات المذكورة، او الخامات المستخدمة لصناعة السياحة تقوم بدورها الحقيقي تجاه مناطق الجنوب على اقل تقدير اسوة ببعض المناطق الجميلة الاخرى التي حظيت بشيء من التطوير السياحي من حيث الاسهام والصناعة التي اخذت منعطفاً قوياً في بعض المناطق كما اسلفت كعامل صناعي واستثماري اسهم في التنشيط لعالم السياحة. أتمنى وأتعشم أن نتجه الى المخرج الوحيد لتلك الصناعة السياحية عن طريق دعوة رجال الاعمال والمستثمرين حتى نرتقي بسياحتنا ومنطقتنا باعتبارها المنطقة الغنية من بين المناطق ببيئاتها المتنوعة والمختلفة في ما بين السراة وسهول تهامة والبادية والجانب الصحراوي منها، إذ قلّما نجد ذلك التنوع الجغرافي والطبيعي على مستوى المناطق والأقاليم السياحية في المملكة، فهل نجد الدعم والتشجيع لرجال الاعمال وتحفيزهم بذلك وتذليل كل الصعوبات والعقبات التي قد تواجههم حيال ذلك؟ اقول كلنا عشم بهذا الخصوص وكل عام وسياحتنا بخير. المنسق العام للبيئة بمنطقة الباحة [email protected]