وقع ليل اول من امس، إشكال بين مجموعة من «سرايا المقاومة» المدعومة من «حزب الله» وشبان من عرب بلدة السعديات الواقعة على الطريق الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب، أدى إلى سقوط سبعة جرحى، إصاباتهم طفيفة نتيجة رصاص طائش قبل أن تتدخل قوة من الجيش اللبناني وتفض النزاع وتعيد الهدوء إلى البلدة. ولم تستبعد مصادر أمنية أن يدرج الإشكال الأمني على طاولة الحوار بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» في جلسته اليوم برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيقيم إفطاراً للمشاركين فيه. وذكرت مصادر أمنية ل «الحياة» أن البلدة شهدت حالاً من التوتر، بين شبان من عرب السعديات معظمهم من آل الأسعد ومجموعة من «سرايا المقاومة» على خلفية إقامة أشخاص ينتمون إليها منذ أسبوعين مصلى في البلدة مزوداً بمكبرات الصوت ما دفع عدداً من الشباب العرب إلى الاحتجاج الذي بقي تحت السيطرة بتدخل قوة من الجيش عمدت إلى تطويق التوتر. الا ان الإشكال تجدد في الحادية عشرة والنصف ليلاً عندما مرت سيارة ذات زجاج داكن وأطلق من فيها النار في الهواء على مقربة من تجمع لشباب من آل الأسعد من مناصري تيار «المستقبل» الذين ردوا على مطلقي النار. لكن السيارة لاذت بالفرار. وأدى تبادل إطلاق النار العشوائي إلى قطع الجيش الطريق الدولية، خصوصاً أنه استمر حتى الثالثة والنصف فجراً، وعمدت قوة من الجيش إلى فض الاشتباك وأقامت حواجز بين مطلقي النار وفتحت الطريق. وتسارعت الاتصالات السياسية لإنهاء الإشكال. ولاحقاً، أوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أن «إشكالاً حصل في السعديات بين أشخاص ينتمون إلى جهات حزبية، تطور إلى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة، ما أدى إلى سقوط جرحى، وتدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حول مكان الاشتباك، وسيّرت دوريات مكثفة وركزت حواجز ثابتة وظرفية في مختلف أنحاء المنطقة، وعاد الوضع إلى طبيعته وتستمر قوى الجيش بتنفيذ عمليات دهم بحثاً عن المتورطين في الحادث». وأشارت إلى اصابة «عسكرياً بجروح غير خطرة أثناء المهمة». روايتا المختار و«حزب الله» واتهم مختار السعديات رفعت الأسعد «مسلحين من حزب الله وسرايا المقاومة بدخول البلدة وهم يقودون سياراتهم واقتحموا بيوتنا ومحالنا وبعثروا محتوياتها»، مستغرباً «هذا العمل لأن ليس هناك مشكلة مع أي أحد». في المقابل، شرح مسؤول «حزب الله» في جبل لبنان بلال داغر تفاصيل ما حصل، موضحاً أنه «قبل خمسة أشهر افتتحنا مصلى في مجمع تعود ملكية شققه لنا ولغيرنا في السعديات، ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الاتهامات لنا بأنه مخزن سلاح، فدعوناهم إلى الصلاة معنا، وأقمنا مناسبات دينية في المصلى وتعمدنا دعوة إخوتنا السنة في السعديات ومنهم آل الأسعد». وقال: «عندما رأينا أن الأجواء هادئة، على رغم الحوادث الفردية، ارتأى أهالي المشروع (المجمع) وضع أذان في المصلى ويبدو أن رفع الأذان ترافق مع الأشرطة التي سربت من سجن رومية، ما تسبب برد فعل، تكلم معنا الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل. وعلى الأثر كبرت القصة وتدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب محمد الحجار وغيرهم، فكان القرار من قيادتنا أن أوقفوا الأذان إذا كان يؤدي إلى فتنة». وأضاف: «ليلة قرارنا سحب الأذان، مرت سيارة عند الثالثة فجراً وأطلقت أكثر من 100 طلقة على المجمع، وأبلغنا الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش. وتوالت الاعتداءات بعدها من شبان السعديات على شباننا... إلى أن حصل ما حصل بالأمس»، مشيراً الى «إطلاق النار على شققنا». واعتبر أن لا أحد يريد إلغاء أحد». واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النيابية محمد الحجار أن «ما حصل ضريبة يتحملها المواطن من سلاح حزب الله غير الشرعي». وسأل: «بأي حق يفتح الحزب مكتباً في المنطقة؟». وقال النائب علاء الدين ترو: «عليهم أن يفهموا جميعاً أن البلد غير مهيأ اليوم لمثل هذه المسائل الصغيرة، وملزمون بالتعايش في ما بينهم واحترام بعضهم بعضاً». وأكد أنه «جرت اتصالات كبيرة للجم الوضع، ولكن المشكلة لم تحل». وقال وكيل داخلية الحزب «التقدمي الاشتراكي» في إقليم الخروب أن «توجيهات رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط هي عدم السماح بدخول الفتنة من أي مصدر إلى المنطقة». وأشار إلى أن «أمين السر العام للحزب ظافر ناصر وبتكليف من جنبلاط اتصل مع جميع الأطراف ومع وفيق صفا في حزب الله، وكانت الأجواء إيجابية». واعتبر المسؤول السياسي ل«الجماعة الإسلامية» في جبل لبنان عمر سراج أن «ما حدث أمر يصب في زعزعة الأمن في إقليم الخروب». وحمل المسؤولية «لمن يمد تلك المجموعات المشبوهة بالدعم المالي والعسكري».