تتجه الانظار الى المرأة الاميركية التي سيقع عليها الاختيار لتكريمها بوضع صورة وجهها على ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دولارات، العام 2020، بحلول الذكرى المئوية الأولى لحصول نساء الولاياتالمتحدة على حق التصويت. وبعد مضي قرن على انتزاع هذا الحق، سيصوّت الأميركيون، قبل نهاية العام الحالي، لاختيار الشخصية النسائية التي ستحلّ صورة وجهها محلّ صورة وجه الكسندر هاميلتون، أول وزير للخزانة الأميركية، على ورقة ال 10 دولارات. ووفق وزير الخزانة، جاك لو، فإن المعيار الوحيد المعتمد، في اختيار الشخصية هو أن تكون «مساهمتها أو دورها بارزين في نشر الديموقراطية وتعزيزها»، وأن تكون متوفاة. ويأتي قرار الخزانة الأميركية إثر مطالبة حركة نسائية كبرى بتكريم هاريت توبمان، المُلقّبة ب«الجارية السوداء» والتي تحوّلت احد أبرز وجوه حركة مقاومة الرق والعبودية، حتى وفاتها في 1913. ومن اللواتي وصلن الى القائمة النهائية لحملة التصويت عبر الإنترنت التي انتهت الشهر الماضي، إليانور روزفلت وروزا باركس المدافعة عن حقوق الأفارقة. ويُعتبر وضع صور الشخصيات على الأوراق النقدية من المظاهر الرفيعة في تخليد ذكرى عظماء أمّة ما، إذ أن تداول المواطنين للعملة يومياً يجعل هؤلاء العظماء جزءاً من الحياة اليومية. ومن البلدان التي سبقت الولاياتالمتحدة في تكريم نساء، من باب المساواة بين الجنسين، السويد وأستراليا والنروج ودانمارك وتشيخيا وجمهورية الدومينيكان والفيليبين وكندا وبريطانيا. يُشار إلى أن المرأة التي سيختارها الأميركيون هذه المرة ليست الأولى التي تظهر صورتها على قطعة نقدية، بل أنها ستكون الثالثة في التاريخ الأميركي، بعد بوكاهونتاس (1595 – 1617)، ابنة زعيم لاتحاد عشائر من السكان الأصليين، وصُوّرت حياتها في فيلم كرتوني أنتجته «استوديوهات ديزني»، وظهرت صورة وجهها على فئة ال 20 دولاراً لسنوات قليلة، في منتصف القرن التاسع عشر. والمرأة الثانية كانت مارثا، زوجة أول رؤساء الولاياتالمتحدة، جورج واشنطن، التي ظهرت صورة وجهها على قطعة الدولار الفضية، نهاية القرن ذاته، لتكون آخر امرأة تكرّمها الولاياتالمتحدة بهذه الطريقة.