بروكسيل - أ ف ب - واجهت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي يفترض ان تكون صوت اوروبا في العالم، انتقادات لاذعة في اول اختبار لها في سعيها الى اقناع النواب الاوروبيين بأنها على مستوى المسؤولية، على رغم ضمان حصولها على غالبية اصواتهم. وعقدت جلسة الاستماع للمفوضين الاوروبيين المعينين بدءاً بأشتون ثم البولندي يانوش ليفاندوفسكي (الميزانية) والفنلندي اولي رين (الشؤون الاقتصادية) واللاتفي اندريس بيبالغس (المساعدة التنموية). وخلال الجلسة مساء الاثنين، أيدت أشتون ان يضطلع الاتحاد الاوروبي بدور اكبر في العالم من دون ان تفصح عن نياتها، الأمر الذي تسبب بانتقادات لاذعة لها. وقال النائب المحافظ الالماني المار بروك: «ما من سبب يثير الحماسة. ليست لديها رؤية واضحة للمنصب»، على رغم قوله ان كتلته وهي الاكبر في البرلمان الاوروبي، ستؤيد تعيينها. كما يتوقع ان يؤيد الاشتراكيون المفوضة المنبثقة من صفوفهم. أما الخضر والليبراليون وممثلو اليسار الراديكالي فوجهوا انتقادات حادة لها وأذكوا التساؤل حول جدوى تعيين شخصية لا تملك خبرة في مجال الديبلوماسية في هذا المنصب. وقالت النائبة عن الخضر فرانشيسكا برانتنر ان «اشتون تعاني من ثغرات». وأشار الليبرالي الالماني الكسندر لامبسدورف بتهكم الى حديث أشتون عن «قوات الاتحاد الاوروبي في افغانستان» في حين لا تنشر سوى بضع دول اوروبية قوات فيها، وانتقد تدني طموحها عموماً، قائلا: «نحن نريد لك اكثر مما تريدينه لنفسك». ودافعت اشتون عن اوروبا «تتمتع بصدقية اكبر» وعن اسماع صوتها في العالم. لكنها بقيت غامضة بشأن المسائل الساخنة مثل افغانستان والشرق الاوسط. وقالت انه لا بد من دفع المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين من دون ان تدخل في التفاصيل. ووعدت بزيارة المنطقة لكنها قالت ان اول زيارة لها ستكون لواشنطن. وكانت اكثر وضوحاً بالنسبة لايران بقولها ان طهران «ترتكب اخطاء» ولم تستبعد فرض عقوبات عليها ان اصرت على عدم التعاون مع الاسرة الدولية بشان برنامجها النووي. وقالت: «اذا أراد هذا البلد ان يعامل وفقاً لأهميته التاريخية والجغرافية ولأهمية شعبه، عليه ان يتعاون معنا». واستعادت نضالها سابقاً في مناهضة الطاقة النووية في الثمانينات وقالت: «ما كان يعتبر مهماً في السبعينات لم يعد مهماً في 2010». واعربت المفوضة الجديدة عن شكوكها بشأن تشكيل قيادة عامة عسكرية اوروبية في بروكسيل، وهي فكرة تؤيدها فرنسا منذ سنوات وترفضها بريطانيا، موطن اشتون. وعلى رغم الثغرات المشار اليها، اعلنت غالبية الكتل السياسية في البرلمان الاوروبي، انها تؤيد تعيينها، كما افاد عدد من المشاركين. وقال النائب المحافظ الاسباني خوسيه ايناسيو سالافرانكا ان الغالبية عبّرت عن «رأي مؤيد، اذ برهنت (اشتون) عن قدرتها على الحوار مع البرلمان حتى وان برزت بعض الثغرات». لكن الخضر أعلنوا انهم لن يؤيدوها لانها «لم تعرض مشاريع محددة». وقالت النائبة النمسوية اولريكه لوناسيك ان اشتون « كانت حذرة للغاية. لا نريد سفيرة للدول السبع والعشرين. نريد وزيرة للخارجية للاتحاد الاوروبي». وقال نواب ان كتلة «اوروبا حريات وديموقراطية» لن تؤيدها لكن هذا لن يؤثر على رأي الغالبية. ويفترض ان تستمر الجلسات حتى 19 الشهر الجاري، قبل ان يعلن النواب في 26 منه، موقفهم بشأن مجمل فريق باروزو في ولايته الثانية (باروزو 2). وبفضل تعزيز سلطاته بموجب معاهدة لشبونة، يشعر البرلمان الاوروبي المؤسسة الاوروبية الوحيدة التي يتم انتخاب اعضائها مباشرة من قبل المواطنين الاوروبيين، بأنه في موقع قوة وينوي اثبات انه يملك المفتاح لنجاح المفوضين الجدد في الامتحان.