الخرطوم - رويترز - تقاعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير من منصب كقائد للجيش فيما ينظر اليه على أنه الى حد كبير تحرك اجرائي قبل اول انتخابات تعددية في 24 عاما، وفق ما نقلت وسائل الاعلام الحكومية يوم الاثنين. وقالت وكالة السودان للانباء ان البشير اصدر مرسوما يعتزل فيه منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ولم يذكر المرسوم من سيخلفه. وستبدأ الترشيحات الرسمية لانتخابات نيسان /ابريل اليوم وقال محللون ان البشير يحاول ان ينأى بنفسه عن ماضيه العسكري قبل ترشيحه من قبل حزب المؤتمر الوطني المهيمن. وقال مصدر"القرار وتوقيته يمكن قراءتهما في سياق ترشيحه المتوقع غدا في انتخابات الرئاسة." واضاف مصدر اخر "هذا يعود فقط الى الانتخابات..انه مجرد اجراء." وستجرى انتخابات البرلمان وحكام الولايات في نفس الوقت مع انتخابات الرئاسة. وقال نائب رئيس مفوضية الانتخابات السودانية انه لا يوجد في قانون الانتخابات ما يلزم البشير بأن يستقيل من منصبه العسكري. وهون الزعيم الاسلامي المعارض حسن الترابي من شأن هذه الخطوة قائلا "إنه فوض بالفعل كثيرا من مهام هذا المنصب الى وزير دفاعه." واضاف الترابي الذي انشق عن حزب البشير في 1999-2000 قوله ان انصاره المقربين منه كثيرون وموالون له بشدة حتى انه سيكتفي بمجرد تعيين واحد منهم قائدا للجيش ولن يغير ذلك من الوضع كثيرا. وتسبق الانتخابات استفتاء في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011 في الجنوب بشأن الانفصال عن الشمال ويتساءل الكثير من السودانيين ما اذا كان الامر يستحق اجراء انتخابات باهظة التكاليف قبل تسعة اشهر فقط من الاستفتاء. ويتفق غالبية المحللين على ان الجنوب من المرجح ان يصوت بالانفصال بعد ان ادت التأخيرات الكبيرة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الى خلق الشكوك وعدم الثقة. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية امر اعتقال بحق البشير في العام الماضي لاتهامه بجرائم حرب في دارفور. ويسعى حزب المؤتمر الوطني الذي يرفض اي تعاون مع المحكمة الجنائية الدولية الى الفوز بانتخابات الرئاسة لاضفاء وضع شرعي على البشير وحكومته. وبعد حملة دعاية صورت امر اعتقال المحكمة الجنائية الدولية على انه مؤامرة غربية لزعزعة استقرار السودان من المتوقع ان يكون البشير المرشح الاوفر حظا في الانتخابات. واتهمت احزاب المعارضة حزب المؤتمر الوطني بشراء الاصوات والتخويف والتزوير على نطاق واسع في عملية تسجيل الناخبين التي انتهت الشهر الماضي وهو ما ينفيه الحزب. وقالت وكالة السودان للانباء يوم الاثنين ان صلاح جوش المستشار الأمني للبشير حذر من خطر نشوب عنف منظم في الانتخابات ولا سيما في منطقتي ابيي وجنوب كردفان. وقال ان السودان قد يشهد بعض العنف في محاولة لافساد العملية الانتخابية وان هذا سيكون على الأرجح عنفا منظما. وحذر من ان ولايتي جنوب كردفان وابيي قد تتضرران بشدة. وكانت الولايتان شهدتا معارك ضارية خلال الحرب الاخلية وشهدت ايضا اشتباكات منذ اتفاق السلام عام 2005.