أنذرت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً ومقرها طبرق، الدول الأوروبية بأنها ستستهدف أي سفينة تدخل مياهها الإقليمية من دون إذنها، وذلك غداة إطلاق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المرحلة الأولى من العملية العسكرية لمكافحة تهريب المهاجرين في البحر المتوسط، والتي ستقتصر في الفترة الأولى على فرض رقابة مشددة على شبكات المهربين. وقال قائد القوات الجوية الليبية صقر الجروشي في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن قواته ستستهدف أي سفينة توجد في المياه الليبية من دون تنسيق أو إذن مسبق. في المقابل، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، أن إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط «أهم أولوية». وصرح أمام الجمعية النيابية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ: «علينا إنقاذ الناس، هذه أهم أولوية»، مشيداً في الوقت ذاته ب»تعزيز عمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط». وأضاف: «اعتمد على أوروبا لتكون في الطليعة على صعيد التضامن الدولي». وتابع بان: «أوروبا بحاجة إلى طرق أكثر أماناً وانتظاماً وتنظيماً من أجل الهجرة والحركة»، معرباً عن «قلقه» حيال مصير المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم «للهرب من النزاعات والاضطهاد والفقر وانعدام فرص العثور على عمل لائق». ودعا الأمين العام إلى تعزيز الأوجه القانونية للهجرة مثل لم شمل الأسر وتأشيرات العمل والدراسات. وفضّل بان الذي كان أعرب عن تحفظه إزاء تنفيذ عمليات عسكرية، التركيز في كلمته على الجانب الإنساني للإجراءات التي تبناها الاتحاد الأوروبي. وشدد على «ضرورة رفض الحجج المعادية للمهاجرين والاعتراف بالمساهمات الإيجابية التي يقومون بها». في غضون ذلك، أُعلن أمس، إنقاذ 2500 مهاجر خلال 24 ساعة ونقلهم إلى موانئ في إيطاليا. ووصل مئات المهاجرين إلى ميناء بوتسالو في صقلية صباح أمس، على السفينة «ديجنتي-1» التابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» بعد إنقاذهم من البحر. وانتُشلت جثة ونُقلت إلى الشاطئ قبل هبوط المهاجرين إلى رصيف الميناء، يُعتقَد أنها تعود لمهاجر قُتل في تبادل لإطلاق النار قبالة الساحل الليبي. ونُقل مهاجر آخر مصاب بطلق ناري إلى جزيرة لامبيدوزا ليتلقى العلاج. وكان الناجون من واقعة إطلاق النار من ضمن 292 مهاجراً نُقِلوا إلى ميناء بوتسالو. كما أنقذت سفينة نرويجية أكثر من 600 مهاجر على متن زورقين مصنوعين من الخشب، سواحل ليبيا ونقلتهم إلى إيطاليا بناءً على طلب خفر السواحل الإيطالي. وأعلنت وسائل إعلام تركية أمس، أن 6 أشخاص لقوا مصرعهم في غرق مركب يقل 62 مهاجراً سورياً غير شرعيين ليل أول من أمس، قبالة سواحل تركيا. وقالت وكالة دوغان للأنباء إن المركب انطلق من بودروم الواقعة جنوب غربي تركيا، سعياً للوصول إلى اليونان عبر بحر إيجه. وأنقذ عناصر خفر السواحل الأتراك الركاب الآخرين ومن بينهم نساء وأطفال.