شيّعت محافظة الطائف أمس ابنها المقتول غدراً ضيف الله القرشي، بالعوامية في محافظة القطيف الأسبوع الماضي، وذلك في مقبرة العباس وسط الطائف، بحضور عدد كثيف من أقاربه وأهالي المحافظة، بعد أن تكفّل أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بنقل جثمان القرشي من الدمام إلى الطائف. وتأتي أحداث قضية القتل الأربعاء الماضي، عند زيارة ضيف الله القرشي البالغ من العمر 18 عاماً، برفقة عدد من رفاقه المنطقة الشرقية، وتعرّضوا لإطلاق نار عند دخولهم بلدة العوامية في القطيف، ما أدى إلى وفاة ضيف الله القرشي نتيجة إصابته برصاصة في رأسه، وتعرض ثلاثة من رفاقه إلى إصابات عدة. وكانت محافظة القطيف (شرق السعودية) شهدت الشهر الماضي حادثة تفجير في بلدة القديح أثناء صلاة الجمعة 22 أيار (مايو)، مخلفة 21 قتيلاً نتيجة عدوان إرهابي. وقال أحد أقارب القتيل محمد القرشي ل «الحياة» إن عائلة الشاب ضيف الله القرشي تطالب السلطات السعودية والجهات الأمنية بالقبض على الجاني قاتل ابنهم، وتطبيق شرع الله بحق القاتل الذي تعرّض لابنهم ورفاقه دون وجه حق. وأوضح أن سبب ذهاب ضيف الله إلى المنطقة الشرقية هو للتنزه والسياحة في موسم الصيف، وذلك برفقة ثلاثة من رفاقه، لم تتجاوز أعمارهم ال 20 عاماً، مبيناً أن دخولهم إلى العوامية في القطيف بالخطأ، لعدم استدلالهم بالطريق المؤدي إلى الخروج من المحافظة. وأضاف: «تعرّض أحد الشبان من العوامية يمتطي دراجة نارية لمركبة ضيف الله القرشي ورفاقه، وطلب منهم الهويات الوطنية، ومعرفة سبب دخولهم إلى الحي، بيد أنهم لم يتجاوبوا معه، لينهال عليهم بإطلاق الرصاص من خلف المركبة، التي أصابت الشهيد ضيف الله في رأسه أثناء جلوسه في المقعد الخلفي». واعتبر أن استخدام السلاح وإطلاق النار على المواطنين الأبرياء دون وجه حق لمجرد دخولهم إلى أحياء لا يعرفهم أهلها غير منطقي، إذ إن البلاد تخضع لأنظمة وقوانين تكفل الحماية للجميع دون اللجوء إلى استخدام السلاح، مؤكداً أن عائلة القرشي لن تتنازل عن حقها، واللجوء إلى القضاء لإنصافهم من الجاني، وتطبيق القصاص منه. وأضاف: «لا اعتراض على أقدار الله، وابننا ضيف الله القرشي شهيد من شهداء الوطن، تخرج في المرحلة الثانوية بتقدير ممتاز، إلا أن يد الغدر طاولته دون وجه حق، فليس من المنطق أن يذهب دمه هدراً نتيجة دخوله إلى أحد أحياء وطنه لا يعرفه أهلها، وعائلة الشهيد لن تتنازل عن الحق المشروع لها، ونحمد الله أن سلّم رفاق ضيف الله من تلك الرصاصات التي انهالت عليهم غدراً». وأكد القرشي أن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف تواصل مع عائلة ضيف الله، ووعدهم بإلقاء القبض على الجاني، واستكمال الإجراءات الأمنية والقانونية التي تكفل حقوقهم، إضافة إلى تكفّله بنقل جثمان الشهيد من الشرقية إلى الطائف. يذكر أن المتحدث الإعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي قال في تصريح أمني سابق عن الحادثة، «إنه عند الساعة الثامنة من مساء الأربعاء حضرت لإحدى نقاط الضبط الأمني بطريق الجبيل مركبة يستقلها أربعة مواطنين في العقد الثاني والثالث من العمر، وأشار قائدها لتعرضه وزملائه لإطلاق نار من شخص مسلح يستقل دراجة نارية أثناء وجودهم ببلدة العوامية بمحافظة القطيف، ما أسفر عن وفاة زميلهم وإصابة اثنين آخرين بإصابات بسيطة»، مشيراً إلى أنه تم نقل المتوفى والمصابين إلى المستشفى، وباشرت الجهات المختصة إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والكشف عن ملابساتها.