في وقت وصل وزير الدفاع المصري صدقي صبحي إلى باريس لإجراء مشاورات مع المسؤولين هناك للإعداد لتسلم الجيش أولى دفعات صفقة مقاتلات «رافال» الفرنسية، قالت السفارة الأميركية في القاهرة أن واشنطن سلمت مصر قبل أيام زورقين سريعين للصواريخ بقيمة 1.1 بليون دولار. وهذا الإعلان الرسمي الأول عن تسلم القاهرة معدات عسكرية أميركية منذ إقرار الكونغرس مشروع المساعدات العسكرية لمصر. وكانت واشنطن جمدت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي صفقة مقاتلات من طراز «إف 16»، ودبابات من طراز «إم 1 أي 1» ضمن حزمة المساعدات العسكرية، لكنها عادت وأفرجت العام الماضي عن 10 مروحيات من طراز «أباتشي»، ورفع الرئيس الأميركي باراك أوباما القيود عن المساعدات. وأوضحت السفارة في بيان نشرته على موقعها أن الزورقين وصلا إلى الإسكندرية على متن سفينة شحن أميركية، ليلتحقا بالأسطول البحري المصري في الأسابيع المقبلة، بهدف مضاعفة أسطول مصر من هذه النوعية من الزوارق. وأوضح كبير مسؤولي الدفاع في السفارة الأميركية الجنرال تشارلز هوبر أن «الزوارق السريعة للصواريخ تدعم في شكل مباشر الأمن البحري والإقليمي، بما في ذلك حماية الممرات المائية الحيوية كقناة السويس والبحر الأحمر». وأشار إلى أن «تسليم مصر هذين الزورقين هو علامة على التزام أميركا المستمر نحو مصر ونحو مصالحنا الأمنية المشتركة في مصر والمنطقة». ووفق البيان، سيتولى الزورقان «مواجهة التهديدات السطحية البحرية الحالية في مصر ولتوفير حرية التنقل، كما سيساعدان أيضاً في حماية السفن المدنية والتجارية التي تدخل المياه الإقليمية المصرية من خلال أنشطة دوريات المراقبة الساحلية والبحث البحري». وبدأ مشروع الزوارق السريعة للصواريخ في العام 2005، حينما بادرت وزارة الدفاع الأميركية بوضع خطط للمساعدة في إنتاج زوارق بحرية في شكل خاص لمصلحة الحكومة المصرية. وتُعد هذه الزوارق هي الأولى في فئتها التي تتميز بالسرعة والقدرة العالية على المناورة. وتجري أطقم من البحرية المصرية عمليات الفحص اللازمة استعداداً لتشغيل الزوارق في الإسكندرية قريباً. ويبلغ إجمالي قيمة المساعدات العسكرية التي تمنحها الولاياتالمتحدة لمصر نحو 1.3 بليون دولار سنوياً. إلى ذلك، وصل وزير الدفاع المصري أمس إلى العاصمة الفرنسية، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق بضعة أيام يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين العسكريين في فرنسا، وفقاً لبيان عسكري أشار إلى أن صبحي سيناقش خلال الزيارة «عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك لكل من مصر وفرنسا على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط».