صدَّ مسلّحو المقاومة اليمنية المؤيدون للرئيس عبدربه منصور هادي أمس، هجمات لمليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها، في محافظاتمأرب وتعز وعدن، وتزامن ذلك مع غارات لطيران التحالف العربي استهدفت مواقع للجماعة وصفوفها الأمامية على جبهات القتال، ما أدى إلى مقتل عشرات من الحوثيين وجرح آخرين. وعلمت «الحياة» من مصادر عسكرية وقبلية أن قوات الجيش المؤيدة لشرعية الرئيس هادي تُخطِّط لنقل عدد من وحداتها إلى عدن، وتسعى إلى إرسال جزء من هذه القوات مدعوماً بمسلحي رجال القبائل إلى المناطق الساحلية في محافظة تعز المجاورة، لمحاصرة القوات الحوثية من جهة الغرب وقطع الإمدادات التي تصل إليها عبر ميناء المخا. وأكدت مصادر المقاومة في تعز (جنوب غرب) أن عناصرها سيطروا أمس على منطقة «حي الزنوج» قرب جبل الوعش، بعد مواجهات عنيفة، كما استولوا على عتاد وأسلحة تركها الحوثيون قبل اندحارهم من المنطقة. وأضافت المصادر أن المقاومة صدَّت هجوماً للحوثيين على مواقعها في جبل جرة الاستراتيجي. من جهة اخرى ردت القوات السعودية بالمدفعية الأرضية وطائرات «الأباتشي» وطيران قوات التحالف مساء أول من أمس وظهر أمس على انتهاكات الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قرب الحدود مع السعودية، بعد أن قام المتمردون بإطلاق قذائف عشوائية باتجاه منفذ الطوال وبعض القرى الحدودية في الطوال والخوبة على الجانب السعودي من الحدود. وأوضح مصدر عسكري ل«الحياة» أن القذائف في المنفذ كانت عشوائية، وسقطت في مواقع لم تسبب أي أضرار، مشيراً إلى إصابة أربعة من عمال النظافة من شرق آسيا. ووصف جروحهم بأنها طفيفة، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وذكر أن القذائف العشوائية من صواريخ الكاتيوشا قادمة من العمق اليمني وتسببت في أضرار لسقف أحد المنازل بقرية وعلان الحدودية، في وقت كان أصحاب المنزل يؤدون صلاة التراويح بجامع القرية من دون حدوث إصابات. وأشار إلى أن منفذ الطوال الحدودي يعمل بكامل طواقمه على مدار الساعة. وأضاف أن أصوات الانفجارات والقذائف أضحت عادة يومية، لا تسبب أي قلق للموظفين والعمال، مبيناً وجود مزادات في المنفذ وهذا يدل على أن الوضع مستقر، وأن القوات السعودية قادرة على حماية الحدود والرد بقوة على كل معتدٍ. وأوضح أن المنفذ اليمني المقابل يسيطر عليه الحوثيون الذين أوقفوا الملاحة البرية. وأشار إلى أنه لو كان العمال ومدير الجمارك اليمنية موجودين لكانت الملاحة البرية مستمرة بعد التنسيق حسب التعليمات والشروط المتوافرة، لكن الحوثيين استولوا على منفذ حرض وأوقفوا التعاملات من الجانب اليمني تماماً. وذكرت المصادر أن الرد السعودي كان سريعاً وبقوة، باستخدام المدفعية والطيران على مواقع قريبة من حرض وميدي والملاحيظ على مصادر النيران ومواقع تجمعات عسكرية، وتم القضاء على عشرات المتسللين في تلك التجمعات. وتزامنت هذه التطورات مع استمرار القصف المتبادل بين الجانبين، والاشتباكات في أحياء وسط مدينة تعز. وأفاد شهود بأن المواجهات احتدمت في مناطق الحرير والأربعين وكلابة قرب معسكر قوات الأمن الخاصة، وكذلك في حي الجمهوري، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وفي محافظة مأرب (شرق صنعاء) أكدت مصادر قبلية أن مسلحي القبائل الذين يرابطون في منطقة «نخلا» على أطراف المدينة، أحبطوا محاولة حوثية للتقدم إلى مواقعهم والتمركز في الجبال المحيطة بالمنطقة. وأدت المواجهات إلى مقتل 16 حوثياً وجرح آخرين وأسر أربعة مسلحين. وأضافت المصادر أن غارات لطيران التحالف استهدفت مواقع القوات الحوثية بالتزامن مع المواجهات. في عدن (كبرى مدن الجنوب) روى شهود أن قوات الحوثيين التي تستميت للسيطرة على بقية مناطق المدينة الشمالية والغربية، واصلت قصفها العشوائي على الأحياء السكنية بقذائف «هاون» وصواريخ «كاتيوشا» في «دار سعد» و «المنصورة» وحي «التقنية»، ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وزادت المصادر أن طيران التحالف أغار على مواقع للجماعة في مدينة عدن، بخاصة في مناطق خور مكسر وكريتر والمعلا والتواهي والمطار، وتردّد أن إحدى الغارات أصابت خطأ قلعة «صيرة». وامتدت الغارات إلى مواقع أخرى للجماعة في محافظتي لحج والضالع المجاورتين، وأكدت مصادر في مدينة الضالع الخاضعة لسيطرة مسلحي «الحراك الجنوبي» وأنصار الرئيس هادي، أن غارات استهدفت مخازن أسلحة حوثية وتعزيزات للجماعة في منطقة «سناح» شمال المدينة. كما أغار طيران التحالف على مواقع الحوثيين على امتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن، في محافظتي صعدة وحجة. وتحدّث شهود عن 15 غارة طاولت مواقع في منطقتي حرض وعبس الحدوديتين، إضافة إلى ضربات استهدفت مناطق في مديريات رزاح وغمر وشدا والملاحيظ. ويكرّر المسلحون الحوثيون محاولاتهم الاقتراب من الحدود السعودية، لشن هجمات صاروخية على مواقع داخل المملكة، لكن القوات السعودية تتصدى لهم. ويرى مراقبون أن مسلحي الجماعة، بعد فشل مشاورات جنيف، سيواصلون الرهان على الخيار العسكري، لإخضاع كل مناطق الجنوب اليمني، وكذلك محافظتي تعز ومأرب تمهيداً للانتشار شرقاً نحو مناطق حضرموت والمهرة التي ما زالت خارج سيطرتهم، ومن ثم فرض مشهد سياسي جديد.