طهران، واشنطن – أ ب، أ ف ب - أكد وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أمس، أن «القوة الصاروخية الرادعة» لبلاده هي «أكثر مما يتصوره الأعداء»، فيما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن مسؤولين أميركيين يخشون من ان يؤدي تصاعد النفوذ السياسي والاقتصادي ل «الحرس الثوري» إلى تعقيد جهود الولاياتالمتحدة وحلفائها لفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي. وقال وحيدي لدى تفقده مقر القيادة الصاروخية للقوات المسلحة: «خلافاً للأجواء الإعلامية المسمومة التي أثارها الاعداء بين الرأي العام، تزداد القوة الصاروخية للجمهورية الاسلامية يوماً بعد آخر». وأضاف ان «قدرة الردع الصاروخية الايرانية هي أكثر مما يتصوره الاعداء، وتستهدف فقط تعزيز القوة الوطنية وتوفير الامن القومي والإقليمي وفقأ عين الطامعين أو المعتدين المحتملين». في غضون ذلك، أكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن تبادل الوقود النووي مع الغرب «لا يزال قائماً». ونقلت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) عنه قوله: «كل ما نريد هو ضمانات بأننا عندما نسلّم اليورانيوم سنحصل على وقود مخصب بنسبة 20 في المئة، وبحصول تبادل متزامن للوقود على الأراضي الإيرانية». ورداً على سؤال حول سبب قبول إيران مبادلة 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، ب120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، أجاب صالحي: «إيران تفضّل الحصول على الوقود من الخارج». الى ذلك، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن المسؤولين الأميركيين يعتبرون «الحرس الثوري» هدفاً جاهزاً لفرض عقوبات على إيران، على خلفية دوره في قمع التظاهرات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. لكن المسؤولين يخشون ان يثير فرض عقوبات واسعة، استياء الشعب الإيراني، إذ أن ذلك سيصيبه ككلّ بسبب تزايد النفوذ الاقتصادي ل «الحرس». ويشير محللون إلى توسّع كبير لنفوذ «الحرس» في الاقتصاد الإيراني، اذ لديه استثمارات واسعة في آلاف الشركات في قطاعات عدة، كما انه يعمل من خلال ذراعه التابعة للقطاع الخاص، ويشغّل مطار طهران الدولي ويبني طرقاً سريعة وأنظمة للمواصلات، ويدير قطاع الصناعة بما فيه نظام الصواريخ الإيرانية. وحصل «الحرس» على عقود حكومية بقيمة 6 بلايين دولار، خلال السنتين الماضيتين. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين قوله: «لا يمكنك ان ترى مشروعاً واحداً فوق 10 ملايين دولار، لم ينفذه الحرس أو إحدى مؤسساته». وقال الصحافي الايراني المعارض ما شاءالله شمس الواعظين ان «الحرس اصبح الطبقة الرئيسة والأكثر اخلاصاً، لحماية النظام الإسلامي، في مقابل حصوله على الثروة والسلطة والاحترام في شكل متزايد». وكان قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري قال في ايلول (سبتمبر) الماضي: «بعد الحرب (مع العراق)، لم يصبح الحرس آلة عسكرية لا فائدة منها، ولا يمكن استخدامها في مرحلة السلم. إننا ننشط الآن في المجالات التي تحتاجها الثورة». وأكد النائب كاظم جلالي ان «العقوبات الاميركية لن يكون لها تأثير سلبي، اذ ان منظمة الحرس مكتفية ذاتياً. كل شي تحتاجه، متوافر في إيران». وقال جلالي وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان): «الاميركيون يدركون ان الحرس الثوري يدافع عن قيم الثورة الاسلامية. لذلك يستهدفون قلب» الثورة.