حصر مغردون، من خلال وسم استبقوا به شهر رمضان، السلبيات التي تقع في هذا الشهر الاجتماعي والديني بشكل كبير، أجاب من خلاله المغردون على التساؤل الأهم: «ما الذي تريد أن يختفي من رمضان؟»، وكانت الإجابات على رغم كمّ السخرية التي جاء فيها، تمثل واقع الحال المعاش في شهر رمضان من كل عام. وحمل وسم «في رمضان ما نبي»، الممارسات المتكررة في أيام رمضان، والتي دائما تكون في موقع تماس مع كل متغير في الحياة العصرية. وبدا التركيز واضحاً، من خلال المشاركة المكثفة في العنوان، على أبرز السلوكيات الخاطئة التي تعكر صفو الشهر الكريم، مثل قولهم: «ما نبي في رمضان كثرة قطع الإشارات المرورية قبل الأذان بلحظات»، ورأى مغرد أن «الخطر يكمن في تعريض حياة مرتادي هذه الشوارع للخطر، ومنهم متبرعون بالتمر أو المياه، ويجب ألّا يصابوا بحوادث على يد صائمين متهورين». لم يخل الوسم هو الآخر من السخرية المفرطة، وهي عادة المغردين عند مناقشة قضية ما، وتركزت الانتقادات على الضيف المفاجئ قبل لحظات من موعد الإفطار، واتفق مشاركون على أنها «الأكثر إحراجاً وتوتراً من غيرها، كونها تتسبب في كثير من الإرباك لأصحاب المنزل». وانتقدت المغردة آمال الدهمش الإسراف في استخدام الأجهزة الذكية، والارتباط الدائم والمباشر مع مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذا الشهر الكريم، وقالت «وقتنا كله على الأجهزة ومواقع التواصل، ولأنه شهر واحد في السنة، وربما يأتي في العام المقبل ونحن تحت الثرى، فلنري الله من أنفسنا خيراً»، ما يعني تلميحاً برجائها أن يكون شهر رمضان إجازة من جميع الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي. وانتقد مغردون أيضاً التوثيق المباشر لتفاصيل اليوم الرمضاني، من «إعداد السمبوسة»، إلى تصوير قائمة الطعام قبل تناولها وبعده، إذ عده مغردون «تباهياً يتنافى وروحانية الشهر التي تدعو إلى التواضع والتراحم، فهناك أشخاص لا يستطيعون توفير مثل هذه الموائد، ومحتاجون وفقراء جل ما يملكونه طبق أو طبقان، وانتشار ظاهرة تصوير الأطعمة تفقد هذا الشهر سمته الرئيسة؛ التواضع والرحمة». ولم يخف مغردون امتعاضهم من أن «حياة الأجهزة الذكية والانغماس في وسائل التواصل الاجتماعية، حولت الحياة بصورة عامة إلى سلوكيات غيرت نمط العيش، وأثرت في السلوك الاجتماعي بصورة كبيرة». وأوضح المغرد محمد سعد السعد أن «رمضان كان يمتاز بأن كل تفاصيل يومه ذات نكهة خاصة من أول صلاة الفجر وحتى السحور، والآن أصبحنا نفتقدها». ويقول «نحن أمام حال من السرقة الذاتية، فالإنترنت بصورة عامة ووسائل وبرامج التواصل خصوصاً، جعلتنا مشغولين عن النظر إلى تفاصيل لا تتكرر إلا مرة في كل عام، وخذ على سبيل المثال لا الحصر، مشهد الناس داخل المسجد، ستجد كثيرين يمسكون بأجهزتهم الذكية، منهم من يبحر من موقع لآخر، ومنهم من يقرأ القرآن من الجهاز، على رغم أن بجواره القرآن الكريم بورقه الذي تتبارك به الأيدي». وأوضح السعد أن «ليل رمضان كان ساحراً مبهجاً، وخصوصاً المجالس والتجمعات الاجتماعية داخلها، إلا أننا حين نجلس نجد المكان مزدحماً والصمت يسود، لأن الجميع مشغولون بمواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن أن نؤكد أننا يجب أن نطلق مشروعاً ومبادرة مفادها: لا للأجهزة ومواقع التواصل في شهر رمضان الكريم، ولنحسب أنفسنا مدخنين ونحاول الإقلاع عن الإنترنت».