حذر قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني من خطورة القانون الجديد الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية ويسمح لمصلحة السجون بالإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام، واصفاً القانون بأنه «عنصري»، مشيراً إلى أن عدد ضحايا الإطعام القسري للأسرى المضربين زاد عن عدد ضحايا الإضرابات الطويلة التي خاضها الأسرى. وقال فارس ل»الحياة» إن ثلاثة أسرى قضوا جراء الإطعام القسري في إضرابات مفتوحة عن الطعام في الثمانينات، وهم راسم حلاوة وعلي الجعفري واسحق مراغة فيما لم يسقط سوى أسير واحد جراء الإضراب عن الطعام وهو الأسير عبد القادر أبو الفحم. وقال فارس إن الأسرى الثلاثة قضوا عندما جرى إدخال الأنابيب إلى جوفهم عنوة حيث دخلت تلك الأنابيب إلى الرئة بدلاً من المعدة، وجرى ضخ الحليب فيها ما أدى إلى الوفاة، وأشار إلى حدوث مضاعفات مرضية خطيرة لدى أسرى آخرين بواسطة إطعام قسري مشابه. وأعلنت نقابة الأطباء الإسرائيلية عن رفضها قيام أي طبيب من أعضائها بممارسة الإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام، واعتبر رئيس «الرابطة الطبية الإسرائيلية» الطبيب ليونيد ايدلمان مشروع القانون بأنه «يتناقض والأخلاقيات الطبية المعترف بها في إسرائيل كما في العالم أجمع». وقال في رسالة وجهها إلى وزير الداخلية الإسرائيلي غلعاد اردان وزميلته وزيرة العدل أيليت شاكيد أن الرابطة «ستطلب من الأطباء العمل حصراً وفقاً لأخلاق المهنة وعدم إطعام أو تغذية مضربين عن الطعام رغماً عن إرادتهم». لكن وزير الداخلية الإسرائيلي غلعاد اردان قال إن مصلحة السجون ستأتي بأطباء آخرين لممارسة ذلك. بدورها أكدت منظمة الدفاع عن الحقوق المدنية في إسرائيل أن إطعام الأسرى بالقوة أمر محظور إذا لم تتخذ هذا القرار «لجنة طبية مستقلة وبما يحترم الحقوق المشروعة للمريض». ووصف فارس القانون الإسرائيلي الجديدة بأنه «جائر وعنصري وغير أخلاقي» وقال: «لا يوجد أي طبيب في العالم يقبل بإجبار أسير مضرب عن الطعام على كسر إضرابه وتناول الطعام». وجاء القانون الإسرائيلي الجديد بعد خوض الأسير خضر عدنان إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 43 يوماً من دون توقف مطالباً بإنهاء اعتقاله الإداري، وتهديد أسرى آخرين بخوض إضراب مماثل. وكان عدنان خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام قبل عامين استمر 106 أيام ولم يوقفه إلا بعد إقرار السلطات الإسرائيلية بأنها لن تجدد اعتقاله الإداري. وتبع عدنان عدد آخر من الأسرى الذين خاضوا إضرابات مماثلة أجبرت السلطات الإسرائيلية على الإذعان لمطالبهم بوقف اعتقالهم الإداري المفتوح من دون سقف زمني. وقالت عائلة عدنان إنها تلقت امس رسالة منه قال فيها انه سيواصل إضرابه حتى تحقيق أهدافه. وذكر عدنان في رسالته أن مواصلة سلطات الاحتلال منع عائلة الأسير أحمد سعدات الأمين العام ل»الجبهة الشعبية» من زيارته سيدخل السجون في مسار نضالي جديد من نوعه. ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع عائلة سعدات من زيارته منذ سنوات، وانه في حال جددت هذا المنع الذي ينتهي في 18 من الشهر الجاري فان سعدات سيعلن الإضراب المفتوح عن الطعام، وان جميع أسرى «الجبهة الشعبية» سيخوضون الإضراب تضامناً معه. وتحتجز السلطات الأسير عدنان في مستشفى صرفند وهو مقيد اليدين والرجلين. وقال محامي نادي الأسير جواد بولص أن السلطات تقيد أيدي وأرجل عدنان في السرير، وأن حالته الصحية بالغة الصعوبة.