لا يبدو أن مصطلح «الدواعش الصفويين» في منأى عن الاستعمال، فضلاً عن أن يكون التحدث به مستغرباً أو مستنكراً، إذ إن طيفاً واسعاً مع العراقيين من شتى الطوائف لا يجدون من حيث المبدأ غضاضة في إطلاق وصف «الداعشية» على التصرفات الوحشية للميليشيات والفيالق الطائفية المتطرفة. وأكد المرجع الشيعي السابق والمستشار الحالي للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حسين المؤيد في اتصال هاتفي مع «الحياة»، أنه من الملاحظ في تناول الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية لموضوع الإرهاب والعصابات والتنظيمات الإرهابية التركيز على الأفكار والأنشطة التي تصدر عن جهات تحسب على أهل السنّة فحسب، الأمر الذي يوحي بانحصار الإرهاب الإسلاموي بالوسط السنّي لا غير». وأضاف: «استغلت جهات مغرضة ذلك التوجه سهام بغضها وعدائها إلى مدارس دينية محددة، وعلى إثر ذلك صدرت إدانات متحيزة وجائرة تارة للفكر السنّي والسلفي وأخرى للبيئة السنيّة، حتى أصبح إلصاق الإرهاب بالتيارات السنيّة والسلفية تحديداً هو الحال النمطية السائدة». وشدد المرجع الشيعي السابق على أن «صنوفاً وألواناً من الإرهاب، إن لم تفق على صنوف الإرهاب الذي تقوم به تنظيمات وعصابات محسوبة على أهل السنّة فلا تقل عنه، تصدر من تنظيمات وعصابات صفوية ترتبط غالباً بالنظام الإيراني وتنهج نهجاً طائفياً مغرقاً في الطائفية يتغاضى عنها المجتمع الدولي، ولا تتطرق إليها الأوساط السياسية والإعلامية وحتى الثقافية بشكل جاد وفاعل بحجمها». وأبدى أسفه تجاه هذا الأمر، بالقول: «هذا مما يبعث على الأسى لأنه ينم عن الكيل بمكيالين من جهة، وعن عدم نزاهة الدوافع فيما يتصل بتناول موضوع الإرهاب فالتطرف الفكري والمذهبي موجود عند الشيعة وينطوي عليه التراث الشيعي والانعكاسات السلوكية لهذا التطرّف مشهودة في ساحات عدة، ولها أمثلة تجاوزت حد العد والحصر». وأضاف: «إذا كانت التنظيمات الإرهابية المحسوبة على السنّة فاقدة للغطاء والدعم سواء من أهل العلم السنّة ودوائر الفتوى المعتبرة سنيّاً أم من الدول والحكومات السنيّة فإن الأمر على العكس من ذلك في التنظيمات والميليشيات الشيعية، التي تُمارس أفظع الجرائم وأقساها وحشية بغطاء من المرجعيات الشيعية وبدعم سياسي ومالي وعسكري من النظام الإيراني ومن السلطات المرتبطة به والمتحالفة معه». ونبّه إلى أنه لا تزال جرائم الميليشيات الشيعية مستمرة وفي وضح النهار في العراق وسورية واليمن، مضيفاً: «بل وصل الأمر إلى حد وجود نوع من أنواع الدعم والتنسيق بين النظام الإيراني والسوري والتنظيمات الإرهابية المحسوبة على السنّة». قال المؤيد: «أضف إلى ذلك ما يمارسه هذان النظامان من إرهاب الدولة في حق شعبيهما في سورية وفي الأحواز وبلوجستان وغيرها، مما يطاول أيضاً شرائح من الشيعة العرب». وأوضح أن هذه التنظيمات الداعشية الصفوية قد فارقت الجماعة وخرجت على المجتمع تضرب بارّه وفاجره من دون تفريق، ولا تتحاشى من مؤمنه ولا تفي لذي عهد عهده، فلا وجه ولا مبرر للتركيز على التنظيمات الإرهابية المحسوبة على السنّة، والتغاضي عن إرهاب الميليشيات الصفوية.