تسابق الكثير من الأسر السعودية الزمن للحصول على عاملة منزلية قبل حلول شهر رمضان المبارك، فيما يتجه مؤشر بوصلة أسعار العاملات إلى الأعلى، خصوصاً أن العاملات أصبحن مثل العملة النادرة التي يرتفع سعرها. ونكأت ندرة العاملات جروح السعوديين من الاستقدام، وارتفعت رواتبهن الشهرية، إذ تراوح راتب العاملة المنزلية الإندونيسية حالياً بين 2500 و3000 ريال وهو قابل للزيادة، في حين تراوح راتب العاملة المنزلية الإريترية ما بين 2000 إلى 2200 ريال، وهو مرشح للارتفاع في هذه الفترة. وما يرفع رواتب العاملات في هذه الفترة ارتفاع الطلب عليهن، إضافة إلى عدم وجود أعداد كبيرة بسبب حملات التفتيش التي تقوم بها المديرية العامة للجوازات ووزارة العمل. وأشار عدد من السيدات في حديثهن ل«الحياة»، إلى أن السبب الرئيس الذي يدفعهن للاستعانة بعاملة منزلية ليست على كفالتهن في هذه الفترة يعود إلى تجارب سيئة صادفت بعضهن من جرّاء الاستقدام، سواء من هرب العاملة المنزلية فور وصولها إلى السعودية، أم ارتفاع تكاليف الاستقدام في الفترات السابقة. وقالت فايزة الأجوري: «جربت الاستقدام من الخارج، وهربت العاملة المنزلية في ليلة اليوم الذي وصلت فيه منزلي، وبعد هرب العاملة المنزلية عملنا الإجراءات اللازمة لاستخراج تأشيرة جديدة، وتكبدنا خسائر الاستقدام». وقالت إنها اضطرت إلى الاستعانة بعاملة منزلية من الداخل: «كنت مضطرة إلى الاستعانة بعاملة من هنا، لمساعدتي في أعمال المنزل ولاسيما أنني أم لثلاثة أطفال أحدهم لم يتجاوز عمره أربعة أشهر»، موضحة أن أسعار العاملات مرتفعة «واستطعت الحصول على عاملة منزلية بعد مشوار طويل من البحث والاستفسار، راتبها 2500 ريال، إذ لا توجد عاملات في الوقت الراهن بأقل من هذا الراتب». وفايزة الأجوري ليست الوحيدة من ربات البيوت السعوديات اللائي لم يستطعن الحصول على عاملة منزلية قبل حلول شهر رمضان المبارك من طريق الاستقدام من الخارج، فعلياء الشريف تأخر وصول عاملتها الفيليبينية على رغم انتهاء إجراءات استقدامها منذ شهرين، وقالت: «عندما يراجع زوجي مكتب الاستقدام يكون الرد أن التأخير في وصولها من مكاتب بلدها». وبينت أنها بدأت البحث فعلياً عن عاملة منزلية من اللواتي يعملن داخل جدة لمساعدتها في شهر رمضان في أعمال المنزل، وأوضحت أن «عاداتنا في شهر رمضان المبارك مختلفة عن باقي الأشهر، إذ يكثر فيه العزائم والولائم على الإفطار والسحور، وهذا يتطلب إعداد الطعام بجانب أعمال المنزل الأخرى»، مؤكدة أنها لا تستطيع أن تقوم بكل الأعمال من دون مساعدة، خصوصاً أنها موظفة وتقضي غالبية يومها من نهار رمضان في عملها. وأضافت: «لم أستطع حتى الآن الحصول على عاملة منزلية من داخل جدة، فالوضع ليس كالسابق إذ لا يوجد سماسرة عاملات كما كان سابقاً، بل يتطلب البحث عن طريق عاملات أخريات». وتابعت تقول: «اتصلت بجميع معارفي من داخل العائلة وخارجها وصديقاتي، والجميع يبحث معي عن عاملة منزلية لشهر رمضان فقط»، مشيرة إلى أن الأسعار تبدأ من 2200 للعاملة الإرتيرية و2500 للعاملة الإندونيسية حالياً. أما نجلاء بركاتي فتسابق الزمن في البحث عن عاملة منزلية في هذه الفترة، وقالت: «في أشهر السنة عدا رمضان أستعين بين الحين والآخر بالعاملات اللاتي يعملن بنظام الساعة، في حين أحرص على وجود العاملة في المنزل في شهر رمضان فقط». وأضافت: «هناك ارتفاع في أسعار العاملات اللاتي يعملن بنظام الساعة أو اللواتي يبقين بشكل مستمر في المنزل». وبحسب بركاتي فإن أسعار العاملات اللاتي يعملن بالساعة ارتفع سعرهن في الوقت الراهن، إذ تراوح سعر الساعة بين 30 و35 ريالاً، في حين أن أسعار العاملات اللاتي يعملن بالشهر تراوح بين 2500 إلى 3000 ريال وهي قابلة للزيادة في شهر رمضان، بحسب قولها. يذكر أن الجهات الأمنية السعودية تعمل بالتعاون مع وزارة العمل وشركات الحج والعمرة على ملاحقة الهاربات من المعتمرات بعد نهاية كل موسم للحج أو العمرة، كما وضعت وزارة العمل عدداً من الأنظمة تشمل عقوبات لمن يأوي معتمرة هاربة تبدأ ب25 ألف ريال كحد أدنى وتصل إلى 100 ألف ريال في حدها الأعلى. كما عملت وزارة العمل في الآونة الأخيرة على ضبط عملية الاستقدام وتحديد تكاليفها عبر برنامج «مساند»، إذ تعلن مكاتب الاستقدام أسعار تكاليف استقدام العمالة المنزلية من كل دولة في خطوة تهدف إلى ضبط هذه السوق والحد من وجود العمالة المخالفة فيها.