اعلن رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية سعد الحريري لائحة قوى 14 آذار في البقاع الغربي وراشيا تحت عنوان «لائحة الكرامة»، وهي مؤلفة من ستة مرشحين هم: النواب روبير غانم ووائل أبو فاعور وجمال الجراح وانطوان سعد، والمرشحان أمين وهبي وزياد القادري. جاء ذلك في مهرجان انتخابي حاشد أقيم في بلدة جب جنين شارك فيه المرشحون الستة ووجهاء وفعاليات المنطقة. وقوطع الحريري مراراً بالهتاف له، فكان يرد قائلاً: «بالدم بالروح نفديك يا لبنان». واستهل الحريري كلمته بمعايدة الطوائف الشرقية بعيد الفصح، مخاطباً أهالي البقاع وراشيا بقوله: «أنتم تعرفون معنى العطاء الحقيقي، ولهذا السبب كنتم أول من فهمتم معنى العطاء الكبير الذي قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عندما أعطى دمه وحياته وروحه فداء لكم، فداء لكل واحد منكم، فداء للبنان، وحريته واستقلاله وعروبته». وأضاف: «كنتم دائماً أهل الوفاء لرفيق الحريري ولمسيرة رفيق الحريري، فكنتم أول من انتفض في 14 شباط وفي كل يوم وكل مناسبة منذ ذلك اليوم العظيم 14 آذار 2005». وتابع: «قطعنا معاً طريقاً طويلاً وصعباً، ملأته الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية والانقسامات الطائفية والمذهبية لكننا لم نحد عن الهدف، أنتم لم تحيدوا عن الهدف، الذي دلنا عليه دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لبنان الذي استشهد من أجله، لبنان العروبة والحرية والاستقلال والسيادة، نعم السيادة، وأنتم أهل البقاع الغربي وراشيا أكثر من يعرف معنى السيادة، في هذه الأرض التي كانت في طليعة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي». وأوضح الحريري أن «هذه الأرض نفسها التي حاولوا استغلال مقاومتها وتضحياتها لمصلحة نظام الفساد والسرقة والحرمان ومنع أي صوت فيها غير صوت القاتل، هي نفسها الأرض التي انتفضت على قبضة الحديد التي أحكمها نظام الوصاية ومنها كسرتم كل حواجز الخوف، فزحفتم إلى ساحة الحرية لتقولوا بأعلى صوت أنكم تريدون الحقيقة والعدالة والحرية والاستقلال والسيادة». وأضاف: « أرادوا يا أهل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يا اهل الشهيد كمال جنبلاط، يا اهل وليد بك جنبلاط، يا أهل الشهيد ناظم القادري، أن يفرضوا عليكم الزعامات المزيفة التي ملأوا أيديها بالدم والفساد وأكل مال الفقراء، ويريدون اليوم عبر سارقي المؤسسات أن يعيدوا إلى هذه الأرض الحبيبة نظام الوصاية الذي أخرجتموه بنضالكم. يظنون أن خدعهم ستنطلي عليكم وأنه يكفي أن يتظاهروا أنهم كانوا من أصدقاء الرئيس الشهيد، وهم كانوا بالفعل وزراء النظام الذي اغتاله، وشهود الزور في محكمة اعدامه». وسأل الحريري: «أي صديق يفرح لقتل صديقه؟ أي صديق يتعامل مع القتلة، يستجدي نظام الوصاية أن يعود مرة جديدة إلى هذه الأرض الأبية، تماماً كما وقف على منصة 8 آذار شاكراً مودعاً بالدموع؟». وزاد: «ظنوا أنهم باقون، وأن الزمن يزول، وها نحن نقف معكم في هذه الأرض الطيبة لنقول لهم جميعاً أننا لن نسلم البقاع الغربي وراشيا لأمثالهم، وأن دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، وأن أهل البقاع الغربي وراشيا سيزحفون في 7 حزيران مرة جديدة إلى صناديق الاقتراع، ليصوتوا لمشروع الدولة، لمشروع السيادة والحرية والاستقلال، ليصوتوا لكرامة أهل البقاع الغربي وراشيا ولكرامة كل لبنان، ولكرامة بيروت وما حلَّ ببيروت ليصوتوا للبنان العربي، لفلسطين العربية، قضيتنا. ليقولوا فلسطين قضيتنا، وليست سلعة في سوق الممانعة الإقليمية». وزاد:« في 7 حزيران، سنقول جميعاً، أن صوتنا للبنان، للبنان أولاً، لبنان العربي الديموقراطي الحر المستقل أولاً، نعم لبنان أولاً، لبنان أولاً، لبنان أولاً». ورأى أن «البقاع الغربي وراشيا، نموذج حي للعيش المشترك. نموذج لوحدة اللبنانيين من كل الطوائف. في 7 حزيران ، سنرسخ هذا النموذج في 7 حزيران، سيقول البقاع وكل لبنان: هذا زمن القرار الوطني الحر هذا زمن الالتزام بقضايا العروبة ، ورفض المتاجرة بقضايا العرب ورموز العروبة. هذا زمن الدفاع عن قضايا الناس، وليس زمن الاعتداء على كرامات الناس». وخاطب الحريري الحاضرين قائلاً: «أنتم من كل المدن والبلدات والمزارع، من كل الحقول والسهول والمزارع، انتم من كل الطوائف، من كل 14 آذار، من تيار المستقبل تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكم القرار لكم القرار لكم القرار». وكان تحدث خلال المهرجان المرشح في اللائحة من «حركة اليسار الديموقراطي» عن المقعد الشيعي الدكتور أمين وهبي قائلاً: «إن صوتكم في 7 حزيران سيمهد لدعم اتفاق الطائف والعيش الواحد المشترك. اننا نريد لهذا الاستحقاق أن يكون مناسبة ديموقراطية نزيهة هادئة وشفافة». وعاهد الحشود على الالتزام بالوفاء للشهداء وعدد أسماءهم بدءاً من الرئيس رفيق الحريري و «حلمه ببناء دولة الحداثة والنمو... ودولة العروبة الحقة والتضامن مع قضية فلسطين، من خلال مؤسساتها لا من خلال استباحتها وانتقاص سيادتها». وتبعه النائب روبير غانم المرشح عن المقعد الماروني فتحدث عن «لبنان الذي هو على صورتكم، الموحد ولبنان العيش الكريم ولبنان الشركاء من دون تشركة ولا تمييز ومن دون تعصب وبلا تجزئة». ونوّه بحضور النائب الحريري ورعايته. وأكد: «اننا نريد لبنان الحرية والاستقلال من دون تنازلات وتسويات ووساطات... بعيداً من خطاب التفرقة ومنطق الفتن والقوة القاهرة والجارحة والظلام والظلم والموت والعنف والصراعات المجانية التي تستنزف المجتمع وتحريف التاريخ»... وألقى الوزير أبو فاعور كلمة عدد فيها منجزات «14 آذار»، مؤكداً الاستمرار «سوية في المسيرة». وقال: «اليوم نسمع الكثير من الكلام والغرف السود التي تعودت ان تفبرك الكلام عادت الى عادتها القديمة، الغرف السود التي اعتادت ان تنتج أشباه النواب في هذه المنطقة وغيرها عادت لتحيك الأساطير، ويقولون ان هناك تسويات تحت الطاولات ويقولون ان اللائحة لن يصوت لها مكتملة، وأنا هنا أقول على الملأ باسم وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي النيابي، ان الأصوات التي سيحصل عليها انطوان سعد ووائل ابو فاعور سيحصل عليها روبير غانم وجمال الجراح وزياد القادري وأمين وهبي ولن ينقص عليها صوت واحد». وأضاف: «نحن لا نعرف الغرف السود ولا القلوب السود ولا العقول السود، نحن عقولنا وقلوبنا وخياراتنا بيض». وخاطب أبو فاعور الحريري قائلاً: «كلمة وليد جنبلاط إليك نحن نفتخر بك ونعتز بشراكتك والتحالف معك. نحن معاً في السراء والضراء في الشدة والرخاء وفي ايام الصعاب وأيام الرحاب ونعتز بك وبالشراكة معك وبكل حلفائنا في 14 آذار، نعتز ... خيارنا واحد يا شيخ سعد وقرارنا واحد ومصيرنا واحد وسيكون الدليل على هذا الخيار في 7 حزيران يوم تزغرد أصوات الديموقراطيين والشرفاء والأوفياء من هذه الأرض في صناديق الاقتراع». عند الميس والخطيب وكان الحريري زار مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في منزله في بلدة مكسة وعرض معه شؤوناً عامة. ثم لبّى الحريري دعوة النائب السابق سامي الخطيب الى مأدبة غداء اقامها في منزله في جب جنين، حضرها نواب المنطقة والمفتي الميس وفاعليات البلدة وشخصيات. وألقى الخطيب كلمة رحّب فيها بالحريري «في منزله وداره وبين عشيرته وأهله». وقال له: «وعدت ووفيت، ففي مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، حاول الشهيد الكبير تشريف هذا البيت بزيارة اجتماعية وسياسية، ولكنه منع من الوصول الى جب جنين، وأُعيد من بلدة صوف». ورد الحريري شاكراً للجميع «هذا اللقاء». وقال: ««ما يهمنا هو قيامة الوطن، وأن يكون هناك مشروع للدولة وللعيش المشترك ولوحدة اللبنانيين». وأضاف: «حصلت تحالفات مع الجماعة الإسلامية ولدينا دائماً مواقف مشتركة، لقد وقفوا هم دائماً الى جانبنا، ونحن كذلك لطالما وقفنا الى جانبهم ايضاً، ولم نترك الجماعة في أي لحظة من اللحظات، وإن شاء الله يكون هذا الحلف الآن، ويستمر بعد 7 حزيران».