كابول، انقرة - أ ف ب، رويترز - جرح طاهر خان صبراي، حاكم ولاية خوست شرق أفغانستان، وستة مسؤولين آخرين في انفجار عبوة زرعت تحت ركام من القمامة قرب منزل الحاكم، وذلك بعد اسبوع على مقتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) في هجوم انتحاري شن في الولاية ذاتها. وأوضح الجنرال في الجيش الأفغاني محمد نواب ان جروح المصابين ليست خطرة، لكن «الانفجار الذي وقع داخل مجمع الحاكم الذي يخضع لحراسة مشددة يؤكد قدرة المتشددين على الاختراق بعمق اكبر المناطق التي تعتبرها السلطات الأفغانية والغربيون آمنة». وأعلنت إدارة الأمن الوطني الأفغاني ان أعضاءها قتلوا خمسة متشددين في مواجهة بالولاية ذاتها. وفي غارديز كبرى مدن ولاية بكتيا (جنوب شرق) المجاورة لخوست، قتل ثمانية اشخاص بينهم القائد الأمني في ولاية لوغار وجرح 24 آخرين في اعتداء نفذه انتحاري ضد مسؤولين أمنيين أفغان متحالفين مع القوات الأجنبية. ونقل المركز الأميركي لمراقبة المواقع الأسلامية «سايت» عن القائد في تنظيم «القاعدة» في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد قوله إن الانتحاري الذي قتل عملاء سي أي أي في خوست، «ثأر لشهدائنا الأخيار كما كتب في وصيته رحمه الله انتقاماً للقائد الأمير بيت الله محسود والقائدين أبي صالح الصومالي وعبد الله سعيد الليبي وإخوانهم». وأضاف: «أقدم مقبلاً غير مدبر مستبشراً منفذاً عمليته الاستشهادية، وفجر حزامه الناسف المتقن والمستور في جمع من رجال الاستخبارات الأميركية والأردنية». وفيما تفيد تقارير بأن الانتحاري هو الطبيب الأردني همام خليل ابو ملال البلوي، صرحت بايراك زوجة البلوي أن احد اصدقاء زوجها في باكستان ابلغها أن الأخير فجر نفسه في القاعدة الأميركية في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكنها شككت في عمل زوجها لحساب الاستخبارات الأميركية او انتمائه الى «القاعدة». وقالت بايراك، وهي صحافية ألفت كتباً من بينها كتاب بعنوان: «اسامة بن لادن.. تشي غيفارا الشرق» لجريدة «صباح» التركية: «شخصية همام قوية جداً. لو فعل هذا فلابد أنه فعله بإرادته. لا أحد يستطيع أن يجعله يفعل شيئاً». وأوردت وسائل اعلام اميركية ان اثنين من ضحايا العملية الانتحارية التي استهدفت عناصر «سي أي أي» عملا لحساب شركة «بلاك ووتر» المتهمة بقتل مدنيين في العراق. وأشارت صحيفة «نيوز تريبيون» التي تصدر في تاكوما (شمال غربي ولاية واشنطن) ان احد القتلى هو النقيب السابق دون كلارك باريسي (46 سنة) الذي عمل موظفاً في شركة اكس اي (بلاك ووتر سابقاً)، والثاني هو جيريمي وايس (35) الجندي السابق في البحرية الأميركية، مشيرة الى أن عدد العاملين في هذه الشركة الأمنية الذين قتلوا في افغانستان والعراق ارتفع الى 37. وفي مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، افادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن العاملين في «بلاك ووتر» شاركوا في السابق في عمليات سرية لوكالة الاستخبارات الأميركية في العراق وأفغانستان. على صعيد آخر، طالبت افغانستان مجلس الأمن برفع العقوبات عن عناصر من حركة «طالبان» المستعدين للتنازل عن العنف والانضمام الى العملية السلمية، مشيرة الى الاستراتجية الجديدة في التعامل مع بعض عناصر «طالبان». وأكد ظاهر طنين، مندوب افغانستان لدى الأمم المتحد في جلسة لمجلس الأمن عن افغانستان ان «هناك اتفاقاً عاماً على عدم امكان الوصول الى سلام واستقرار في افغانستان فقط من خلال وسائل عسكرية بحتة». وقال إن «الحكومة الأفغانية فتحت ابوابها لجميع الأفغانيين الذين يريدون ان يشاركوا في تحقيق الاستقرار وبناء بلدهم استناداً الى الدستور الأفغاني واحترام حقوق الإنسان».