زاد الهجوم الذي استهدف معبد الكرنك في مدينة الأقصر أمس، المخاوف من انتقال العنف المسلح إلى صعيد مصر، بعدما أعاد إلى الذاكرة المواجهة المسلحة بين الدولة وجماعات مسلحة تركزت في الصعيد قبل عقدين. وأتى الهجوم بعد أسابيع من إعلان جماعة «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «داعش»، اعتزام التنظيم تأسيس «ولاية الصعيد»، فضلاً عن بيان لعشرات من الدعاة المؤيدين لجماعة «الإخوان المسلمين»، تضمن حضاً صريحاً على العنف. وقال إن «الحكام والقضاة والإعلاميين والسياسيين والجنود والضباط والمفتين، وكل من يثبت يقيناً اشتراكهم ولو بالتحريض في انتهاك الأعراض وسفك الدماء، حكمهم في الشرع أنهم قتلة يجب القصاص منهم بالضوابط الشرعية»، وهو بيان ثمنته جماعة «الإخوان» وانتقدته قوى مؤيدة لها منها «الجماعة الإسلامية». وفي حين تراجعت وطأة العمليات المسلحة نسبياً في سيناء، زاد هجوم الكرنك أمس، فضلاً عن هجمات متفرقة استهدفت قوات الأمن في الصعيد، من احتمال تمدد العنف من سيناء إلى الصعيد. وقال ل «الحياة» القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» التي خاضت مواجهة مسلحة على مدى عقدين ضد الدولة في الصعيد ناجح إبراهيم إن «الخطة العسكرية والأمنية إضافة إلى تعاون قبائل سيناء مع قوات الدولة ساعدت في حصار الإرهاب في سيناء، وبالتالي بات الصعيد من المناطق المستهدفة للعمل الإرهابي، بسبب تشابه البيئة بين الصعيد وسيناء من حيث توافر السلاح وانتشار الفقر». ولفت إلى أن معظم من قتلوا في فض اعتصام «رابعة العدوية» لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي كانوا من سكان الصعيد، وكذلك معظم الموقوفين، إذ ان محافظات الصعيد شهدت إحراق كنائس وأقسام شرطة ومؤسسات عامة على نطاق واسع بعد فض الاعتصام في آب (أغسطس) 2013. وأضاف ناجح أن «الفكر المتشدد يحتاج دائماً إلى مظلومية كي ينتشر، وتلك المظلومية أوجدتها الظروف في الصعيد»، لافتاً إلى أن «الفكر التكفيري ينتشر في شكل ملحوظ في محافظاتالفيوم وبني سويف والمنيا (في جنوب مصر)، وفيها مناطق مؤهلة لاحتضان جماعات العنف المسلح».