كانت المواقف الأخيرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز تحديداً في غاية القوة والمباشرة ذلك أنها وقفت إلى صف المصريين ولم تبحث عن مصالحها من خلال الأزمة المصرية وعبرها كما هو حال بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها إيران. المملكة لا تتعامل بمنطق المصلحة مع الأشقاء العرب بل دأبت على أن تكون العلاقة أخوية مع البلدان «الشقيقة» والتي نكن لها ولأهلها الود والاحترام. هكذا كانت المملكة والخطابات الأخيرة لسعود الفيصل وزير الخارجية واضحة وكاشفة إذ تبدي قوة المملكة كفاعل على الساحة الدولية وكرقمٍ صعب لا يمكن تجاوزه في أي أزمة وتحت أي ظرف، هذا فخر كبير للسعوديين جميعاً. والسيسي قالها إن موقف الملك عبدالله هو الأقوى منذ حرب 1973. مصر الآن تشق طريقها نحو التغيير، ونحو النجاة بنفسها من وطأة الإرهاب والعنف. والإجراءات الأخيرة التي مارستها القوى الأمنية تجاه الإخوان إنما تدفع نحو استقرار مصر. وقد قالها المفوه والمتحدث الفصيح مصطفى حجازي مستشار رئيس الجمهورية المؤقت للشؤون السياسية والإستراتيجية، إن مصر حكومةً وشعباً وجيشاً تخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب والأعمال الإجرامية داخل البلاد، معتبراً أن إلقاء القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، بتهمة التحريض على أعمال العنف يعد انتصاراً وخطوة في طريق استعادة القانون والنظام داخل البلاد. وأضاف حجازي، في تصريحات لشبكة C.N.N الإخبارية الأمريكية أجرتها معه عبر الأقمار الصناعية الإعلامية هالة جوراني: «إن اعتصامات وتظاهرات ومسيرات جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها داخل مصر لم ولن تلتزم السلمية على الإطلاق، على الرغم من ادعائها ذلك طوال الوقت. اعتصاما ميداني رابعة العدوية والنهضة كانا مليئين بالانتهاكات والاعتداءات على المواطنين العاديين، وذلك قبل قيام الحكومة بفضهما، فضلا عن مسيرات، الجمعة الماضية، والتي تصدر خلالها المسلحون المشهد وروعوا الآمنين، حادث مقتل جنود الأمن المركزي في مدينة رفح، أسوأ جريمة حرب شهدتها الإنسانية على مر التاريخ، فقد قتل الجنود ببرودة دم وقسوة، مشيراً إلى أن ثمة علاقة بين ما يحدث من أعمال إجرامية داخل سيناء وبين ما تشهده المحافظات الأخرى من أعمال مماثلة». الخطر الأكبر أن يهرب الإخوان من مصر بجرائمهم بتغطيات دولية، وقد وضعت جريدة اليوم السابع عدة سيناريوهات لهذا الهروب: - السيناريو الأول: من سيوة إلى منطقة جعبوب الليبية بعد التنكر وتزوير بطاقات الرقم القومي وجوازات السفر. - السيناريو الثانى: الهجرة غير الشرعية من كفر الشيخ ودمياط إلى قبرص ومنها إلى تركيا بدعم من التنظيم الدولى. - السيناريو الثالث: اختراق حدود سيناء بتنسيق تركي - إسرائيلي وتسليمهم إلى إسطنبول. - السيناريو الرابع: الفرار ل»دارفور» السودانية من درب الأربعين والصحراء الغربية. - السيناريو الخامس: المكوث في قرى «شرق النيل» والاعتماد على الميليشيات بالمنيا! يرى محمد طنطاوي أن احتمالات هروب قيادات الجماعة إلى المناطق الريفية في قرى الصعيد واردة بقوة. حيث يقع بعضها في مناطق الصعيد شرق النيل، وصعوبة الوصول إليها مثل بعض قرى محافظات المنيا وبني سويف التي يتواجد بها أعداد كبيرة من المنتمين إلى الإخوان، وربما تتواجد القيادات في ضيافة منازل شباب الجماعة من القيادات الصغرى والمتوسطة بصعيد مصر، لإخفائها حتى تستقر الأوضاع السياسية خلال الفترة المقبلة. مصر تشق طريقها نحو التغيير وسواء أكان هذا التغيير مرفوضاً من قبل البعض أم لا، فإن مصلحة مصر أهم من مصالح ضيقة لبعض الدول التي تبحث عن دور مزعوم في أي حدث عربي أو إقليمي، وهذا هو الخطر.