أوقفت السلطات التركية 17 شخصاً على خلفية صدامات بين فصائل كردية متنافسة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإشعال التوترات في مدينة ديار بكر بعد أيام على الانتخابات التشريعية، وفق ما أعلن مسؤولون اليوم (الأربعاء). واندلعت أعمال العنف في ديار بكر أمس بعد مقتل ايتاتش باران رئيس منظمة "اهيا دير" غير الحكومية القريبة من حزب "هدى بار" الإسلامي الكردي، برصاص مجهولين. واشتعلت مواجهات مسلحة قتل خلالها ثلاثة أشخاص وأصيب 11 آخرون. واتهم مناصرو باران حزب "الشعب" الديموقراطي بالوقوف وراء الاعتداء، الأمر الذي تم نفيه بشدة. وجاء في بيان لمكتب محافظ ديار بكر أن 17 مشتبهاً بهم اعتقلوا على خلفية أعمال العنف التي جرح خلالها ثلاثة صحافيين على الأقل أثناء تأديتهم عملهم. وأشار مكتب المحافظ إلى أن الشرطة صادرت أسلحة من طراز "كلاشنيكوف" ورصاص خلال مداهمات ل27 موقعاً في ديار بكر. واتهم رئيس حزب "الشعب" الديموقراطي صلاح الدين دميرتاش الحكومة والرئيس رجب طيب إردوغان، بمحاولة "تقويض" صورة حزبه القوية التي ظهرت بفوزه في الانتخابات ب80 مقعداً، عبر السكوت عن هذه الإضطرابات. وقال دميرتاش "البعض يتخذ خطوات لجر البلاد إلى الحرب الأهلية، ولكن رئيس الحكومة والرئيس لا يمكن إيجادهما". وتابع "نحن ندفن جثة كل يوم، ولكنهم جميعهم صامتون". وحاز حزب "الشعب" الديموقراطي على 13.1 في المئة في الانتخابات التشريعية، إذ استطاع هزيمة حزب "العدالة والتنمية" في المنطقة ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. وتجد تركيا نفسها اليوم أمام خيارين، إما تشكيل حكومة ائتلافية أو إجراء انتخابات مبكرة. ويسعى حزب "العدالة والتنمية" للبحث عن شريك للحكومة الائتلافية، إلا أن حزب "الشعب" الديموقراطي أعلن أنه لن يشارك فيها. وتقع أعمال عنف بانتظام بين عناصر حزب "الشعب" الديموقراطي القريب من حزب "العمال" الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ العام 1984 ضد السلطات التركية، وعناصر "هدى بار" المقربين من الحركات الإسلامية. وأكد محامي باران أن موكله تعرض لتهديد من جانب حزب "العمال" قبيل اغتياله، لكن فرع "الشباب" في حزب "العمال" نفى هذه المزاعم في رسالة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مندداً بما اعتبره "استفزازاً". وتأتي أعمال العنف هذه بعد بضعة أيام من الاعتداء بالقنبلة، الذي أوقع ثلاثة قتلى وأكثر من مئة جريح الجمعة الماضية في صفوف ناشطي حزب "الشعب" الديموقراطي الكردي ممن قدموا إلى مدينة ديار بكر لحضور اجتماع في إطار حملة لدميرتاش.