لم يجد أكاديميون وصفاً يناسب واقع الدمام اليوم بأفضل من تشبيهها ب «المريض الذي يعيش عملية جراحة قلب مفتوحة». وحمل أكاديميون من جامعة الدمام، على أمانة المنطقة الشرقية ل «غياب الرؤية المستقبلية لواقع المنطقة والهوية». وأبدوا مخاوفهم من «الوضع البيئي للمنطقة في ظل التوسع الصناعي، وتداخله مع المناطق السكنية، أو احتلالها مساحات واسعة من الساحل البحري». كما انتقد الأكاديميون، شبكة الطرق في المنطقة، التي وصفوها بأنها «متشققة، ولم تتغير منذ أكثر من 40 عاماً». جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين وكيل الأمين لشؤون البلديات المهندس شجاع المصلح، وأعضاء هيئة التدريس في كلية العمارة والتخطيط في الجامعة، ضمن فعاليات «يوم العمارة». وعرضت الأمانة خلالها، رؤيتها حول التنمية العمرانية في المنطقة. ولم يجد وكيل الأمين، من رد يوقف به سيل الانتقادات، إلا المطالبة ب «الصبر من عامين إلى خمسة أعوام، حتى تظهر ملامح التعديلات الجديدة وتزدهر الطرق». وقال: «نحن نعاني مما تعانون منه، ونسير في الطرق ذاتها التي تتحدثون عنها. ولكن علينا الصبر، ونحن نعمل لنحقق الهدف الذي رسمناه». ورفض المصلح، مطالب عدد من الحضور، بتوزيع منح أراض. وشدد على أن الأمانة «لا يوجد لديها منح، لتقدمها إلى المواطنين حالياً. ولا تملك مساحات»، مستدركاً أنه تم «تخصيص عدد من أراضي الإسكان في حاضرة الدمام، ضمن مشروع إسكان الملك عبدالله». وأكد أن حاضرة الدمام «يوجد فيها أراض للبناء، تكفيها لمدة 50 عاماً على الأقل». وأضاف «تكمن معاناة الأمانة في استكمال الخدمات لهذه الأراضي، من تصريف سيول، وكهرباء، وماء، وسفلته، وخدمات أخرى مهمة». وعول كثيراً على «مساعدة العقاريين على تجاوز هذه الأزمة». وأكد أن الأمانة «أعدت دراسات، لمعرفة احتياجات المنطقة، وفق رؤية تمتد ل20 عاما مقبلاً». وأفاد أن الدراسات تشير إلى أنه «سيرتفع عدد سكان حاضرة الدمام والقطيف ورأس تنورة، من مليون و740 ألف نسمة، إلى ثلاثة ملايين و650 ألف نسمة، سيسكنون على مساحة تفوق 72 ألف هكتار، بعد أن كانوا يحتلون حتى قبل خمسة أعوام، نحو 27 ألف هكتار».