اعترض صاروخا «باتريوت» سعوديان صاروخاً من طراز «سكود» أطلقته ميليشيات الحوثي وحلفائها من القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. وأعلنت قيادة التحالف الذي تقوده السعودية لإرساء الشرعية في اليمن - في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية أمس - أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أطلقت صاروخي «باتريوت» اعترضا صاروخ «سكود» الذي أطلقه الحوثيون وحلفاؤهم باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب السعودية). وسارعت قوات التحالف في التو لشن غارة دمرت المنصة التي أطلق صاروخ «سكود» منها، في موقع جنوب صعدة (شمال اليمن). ويأتي هذا التصعيد من جانب الحوثيين وحلفائهم بعد ساعات من إعلان قوات التحالف أن القوات السعودية صدت هجوماً على محاور عدة في قطاع جازانونجران (جنوب المملكة)، شنته ميليشيات الحوثي وتشكيل للحرس الجمهوري اليمني الموالي لصالح. وشاركت القوات البرية وقوات الحرس الوطني، وسلاح الجو الملكي السعودي، والمدفعية ومروحيات الأباتشي - بحسب بيان لوكالة الأنباء السعودية أول من أمس - في دحر الهجوم، الذي أسفر، طبقاً للبيان، عن استشهاد ضابطين أحدهما برتبة نقيب من قوات الحرس الوطني، والآخر برتبة ملازم في القوات البرية، وجنديين أحدهما برتبة عريف في القوات البرية، والآخر جندي في حرس الحدود. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد حسن عسيري لقناة «العربية» أمس إن التحالف لا يستبعد أن يعمد الحوثيون إلى إطلاق مزيد من صواريخ «سكود»، التي قدر عددها بما يقارب 300 صاروخ. وأضاف أن الهجوم الذي استهدف قطاع جازانونجران أول من أمس يدل على أن الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح اندمجت للقتال على الحدود السعودية الجنوبية. وأوضح العسيري ل«الحياة» أمس أن حسم هجوم الميليشيات وقوات صالح أول من أمس اقتضى تنفيذ عملية استغرقت 12 ساعة. وأكد أن الوضع تحت السيطرة حالياً. وأكد عدم تعرض السعودية لأية هجمات أخرى بصواريخ «سكود»، التي قال إنها تطلق من على منصات محمولة. وذكر «مغردون» سعوديون أنهم سمعوا فجر السبت صافرات إنذار في المدينة التي توجد فيها قاعدة الملك خالد الجوية. وذكر الحوثيون على موقع وكالة سبأ اليمنية التي يسيطرون عليها في صنعاء أمس أنهم أطلقوا صاروخ «سكود» باتجاه السعودية.(للمزيد) ونسبت وكالة «أسوشيستد برس» إلى مسؤولين أمنيين يمنيين لم تسمّهم أمس قولهم إن قوات التحالف شنت ما لا يقل عن ست غارات جوية فجر السبت ضد قافلة حوثية متجهة إلى صعدة. ونقلت «رويترز» عن قناة «المسيرة» الناطقة بلسان الحوثيين إنهم قصدوا استهداف المنشآت العسكرية السعودية في خميس مشيط. وأكدت جولات قامت بها «الحياة» في خميس مشيطوجازان أمس (السبت) أن الأوضاع هناك هادئة، وأن حركة السير عادية في الطرقات، فيما شيعت حشود غفيرة، وسط حضور رسمي، شهداء الواجب من ضباط وجنود. وقالت مصادر مطلعة ل«الحياة» إن عشرات من قوات الحوثيين وصالح سقطوا قتلى أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي السعودية في جازان. وأشارت المصادر إلى تضاؤل إطلاق المقذوفات العسكرية من الأراضي اليمنية على المدن الحدودية السعودية خلال الأيام الماضية. ورجحت أن ذلك يعزى إلى الاستهداف المكثف من قوات التحالف لمنصات ومستودعات الصواريخ والأسلحة التابعة للحوثيين وقوات صالح. وقال أهالٍ في قرى جازان أمس ل«الحياة» إنهم لاحظوا تحليقاً مستمراً للمقاتلات السعودية على امتداد الشريط الحدودي المحاذي لليمن. وفي جولة «الحياة» أمس في محافظة خميس مشيط رصدت «الحياة» إقبال السكان على الحدائق والمتنزهات أمس، غير متأثرين بمحاولة استهداف مدينتهم بصاروخ «سكود»، فيما أعلنت جامعة الملك خالد في أبها - كبرى مدن منطقة عسيرالجنوبية - أمس أنها قررت إلغاء الفصل الصيفي، نظراً إلى الأوضاع التي تشهدها المنطقة في ظل عملية «إعادة الأمل». وقالت - في بيان أمس - إن إلغاء الفصل الدراسي الصيفي جاء لضمان سلامة الطلاب، وابتعادهم عن المخاطر. وأكدت مصادر مطلعة ل«الحياة» أن السلطات الأمنية تتابع مهماتها بهدوء، مشيرة إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة لم تدفع بعض الجهات الأمنية لاتخاذ إجراءات احترازية. وقالت إن مطار أبها الإقليمي أوقف صباح أمس لساعات عدة بعد حادثة إطلاق صاروخ «سكود» احترازياً. وأُجلت بعض الرحلات. بيد أن المطار عاد إلى عمله المعتاد بعد صباح السبت. وأدّت جموع غفيرة الصلاة على شهيد الواجب الملازم عبدالله يحيى الفيفي في محافظة فيفا، وهو من منسوبي القوات البرية، وأحد المشاركين في صد الهجوم اليمني على منطقة جازان أول من أمس (الجمعة). وفي لندن، دان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إطلاق صاروخ سكود من جهة الحدود اليمنية على أراضي السعودية باتجاه مدينة خميس مشيط. وأكد هاموند تأييده لحق السعودية في اتخاذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن نفسها من مثل هذه الهجمات. وبحسب الموقع الرسمي للخارجية البريطانية، فإن هاموند دعا إلى ضرورة استمرار الحوار، وعدم السماح لمثل هذا الهجوم بعرقلة العملية السياسية، التي وصفها بالسبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في اليمن. وأوضح وزير الخارجية البريطاني أن المملكة المتحدة ستواصل تقديم الدعم الديبلوماسي الكامل لجهود الأممالمتحدة لبدء المشاورات السياسية في جنيف في أقرب وقت ممكن، فضلاً عن دعوتها للمشاركين في الحوار إلى الانخراط بحسن نية ومن دون شروط مسبقة.