بات أكثر من 40 في المئة من سكان جنوب السودان البالغ عددهم 11 مليون نسمة، يحتاجون إلى مساعدات غذائية، في أعلى مستويات للجوع تُسجّل في أحدث دولة في العالم منذ استقلالها عن السودان في عام 2011. وتفيد تحليلات أجراها خبراء من وكالات إغاثة، بأن الصراع الدائر وارتفاع أسعار الغذاء وتفاقم الأزمة الاقتصادية، ضمّت 4،6 مليون من مواطني جنوب السودان إلى قائمة الجوعى. وأظهر التحليل المتكامل للتصنيف المرحلي لحالة الأمن الغذائي (مقياس الأمن الغذائي والتغذية والمعلومات المتعلقة بالمعيشة)، أن من بين الذين يواجهون الجوع في جنوب السودان 874 ألف طفل تقلّ أعمارهم عن 5 أعوام. وتواصل وكالات الإغاثة توزيع المساعدات الغذائية عبر الأنهار باستخدام القوارب، وبإسقاطها من الجوّ في مناطق القتال. وتقول الأممالمتحدة إن زهاء 650 ألف شخص ليس في وسعهم الوصول إلى المساعدات. ويعيش كثر منهم على نباتات برية مثل زنابق الماء. وذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، أن طفلاً من بين كل 10 أطفال في ولاية الوحدة، يعاني من سوء تغذية حادّ، وهو ما يرجّح أن يتوفى ما لم يحصل على تغذية علاجية. وفي سياق متّصل، أكد المتمردون التابعون لنائب الرئيس السابق في جنوب السودان رياك مشار، أنهم صدّوا «هجوماً كبيراً للقوات الحكومية» على مدينة روت رياك شمال بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة في شمال البلاد. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال» جيمس غاتديت داك، إن هدف الهجوم كان «استعادة الحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة المعارضة». من جهة أخرى، انتقد مجلس الأمن بشدّة، قرار جنوب السودان طرد منسّق المساعدة الإنسانية للمنظمة الدولية في البلاد توبي لانزر، معتبراً أن خطوة جوبا مناقضة تماماً لمصلحة شعبها.