تشهد المنطقة حركة ديبلوماسية ناشطة محورها الأساسي اعادة اطلاق عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وتأتي هذه التحركات في وقت كشفت أنباء صحافية تفاصيل الخطة الأميركية للسلام، في حين علمت «الحياة» أن الإدارة الأميركية خوّلت مصر التوصل الى صيغة حل وسط مقبولة لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لإعادة إطلاق المفاوضات. كما تسبق هذه التحركات زيارة وفد مصري رفيع المستوى لواشنطن لاستعراض الجهود المصرية ومعرفة التصور الاميركي للتسوية، بما في ذلك الضمانات الاميركية للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وفي اطار هذه التحركات، يستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في الرياض اليوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، ويحمّل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل رسالة الى الرئيس حسني مبارك في شأن عملية السلام. وكان مبارك استقبل امس في شرم الشيخ كلا من العاهل الاردني، والرئيس محمود عباس الذي توجه في وقت لاحق الى قطر. وما زال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في الرياض حيث طالب امس الحكومة المصرية باعادة النظر في بناء الجدار على الحدود مع قطاع غزة، مشيرا الى ان الدعم الايراني ل «حماس» لا ثمن له ولا يترتب عليه اي تبعات. وقال عباس عقب لقائه مبارك انه يريد استئناف المفاوضات على أسس واضحة هي «ان تكون القدس مشمولة في عملية المفاوضات، وضرورة وقف الاستيطان، ووضع المرجعية الدولية لهذه العملية». وكرر: «قلنا وما زلنا نقول انه في الوقت الذي يتم فيه وقف الاستيطان، والاعتراف بالمرجعية الدولية، سنكون جاهزين لاستئناف المفاوضات من دون ادنى نقاش»، مشيرا الى ان هناك توافقاً مع مصر في هذا الموقف. وقال ان محادثاته مع مبارك تناولت «الافكار» التي طرحها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى زيارته مصر اخيرا، وقال: «لا اريد الحكم الآن على افكار تبدو ضبابية»، مضيفا انه سيتم الحكم على هذه الافكار عقب عودة الوفد الوزاري المصري من واشنطن حيث سيتم تناول هذه الافكار. في غضون ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» في رام الله ان الادارة الاميركية خوّلت مصر التوصل الى صيغة حل وسط مقبولة لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لاعادة اطلاق المفاوضات بعد تعثر جهود مبعوثها الخاص لعملية السلام جورج ميتشل في تحقيق هذا الهدف. وقالت المصادر ان الادارة الاميركية ستعلن مشروعها لاعادة اطلاق المفاوضات بعد توصل الجانب المصري الى تفاهم مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واوضحت ان الرئيس شمعون بيريز يساهم في هذه الجهود عبر مقترحات قدمها الى الاطراف الاربعة: الفلسطيني، والاسرائيلي (رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو)، ومصر، والادارة الاميركية. واضافت ان افكار بيريز تتركز على بدء التفاوض المباشر بهدف التوصل إلى اتفاق خلال عامين. ووفق هذه المقترحات، تبدأ المفاوضات على الحدود لمدة تسعة شهور، يصار بعدها الى التفاوض على موضوعي القدس واللاجئين، كما يقدم الجانب الاميركي ضمانات الى الطرف الفلسطيني بالتوصل الى حل على اساس حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وفق الفترة الزمنية المذكورة وهي عامين، اضافة الى ضمانات للجانب الاسرائيلي.