واشنطن، أكرا، نيروبي، كوبنهاغن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – أقفلت محطة في مطار نيوآرك في نيوجيرسي أمس، بعد انطلاق صفارة الإنذار اثر دخول رجل الى منطقة محظورة عبر باب مخصص للخروج، فيما باشرت السلطات تطبيق إجراءات أمن مشددة بعد عشرة أيام على إحباط محاولة نفذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب لتفجير طائرة أميركية نفذت رحلة من أمستردام الى ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وجرى فحص أشرطة تسجيل كاميرات المراقبة لتحديد هوية الشخص الذي تسبب في انطلاق صفارة الإنذار من دون أن يتأكد توقيفه، فيما أخليت الصالة التي تعمل فيها شركة «كونتيننتال ايرلاينز»، وأعيد تفتيش الركاب. وأكدت سلطات الطيران انه لم يسمح لأي طائرة بمغادرة المحطة، ما أخر عدد كبير من الرحلات الجوية. كما أجبر الكثير من الركاب الذين صعدوا إلى الطائرات على الخروج للخضوع للتفتيش مرة جديدة. ويستقبل هذا المطار حوالى 35 مليون مسافر سنوياً. وفي خضم التساؤلات حول الثغرات في أجهزة الأمن الأميركية، أكد مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان أن أي دليل استخباراتي لم يتوافر لكشف المخطط مسبقاً، مشدداً على الحاجة إلى زيادة فاعلية منظومتي الأمن والاستخبارات، و «هو ما سيفعله أوباما» الذي أمر بمراجعة آليات عمل أجهزة الأمن والاستخبارات، وسيلتقي اليوم مديري أجهزة التجسس ومسؤولين رفيعي المستوى لمناقشة الواقعة، علماً انه عاد الى واشنطن أمس من عطلة أمضاها في هاواي. وانتهز الجمهوريون، وفي مقدمهم ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق، حادث الطائرة لاتهام أوباما الديموقراطي بعدم التركيز بقدرٍ كافٍ على قضايا مكافحة الإرهاب، معتبرين أن المحاولة الفاشلة «كشفت استمرار وجود ثغرات في عمل الاستخبارات منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001». لكن برينان أصر على أن الأمر يختلف عن الفترة قبل 11 أيلول، «حين كانت تحتفظ كل وكالة وإدارة بالمعلومات في شكل منفصل». وزاد: «إنني محبط من تعليقات تشيني، فهو إما يتعمد إساءة وصف موقف الرئيس عبر نوعية اللغة التي يستخدمها والأفعال التي يقوم بها، أو إنه يجهل الحقيقة. الأكيد أن أوباما قوي جداً جداً في مكافحة الإرهاب، وما كنت عدت إلى الإدارة الحالية لو إنني شعرت أن هذا الرئيس غير ملتزم بمواصلة الحرب ضد القاعدة». ورداً على حملة الانتقادات التي تستهدف وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، وصفها برينان بانها «مسؤولة مجتهدة من طراز رفيع وتملك خبرة». وفي سياق التحقيقات الخاصة بالهجوم الفالس على الطائرة الأميركية، كشف وزير الإعلام الغاني اجينيم بوتنغ أن المهاجم النيجيري أمضى أسابيع في غانا بعدما قدم إليها من دبي، وتحديداً في الفترة من 9 كانون الأول الى 24 منه، قبل تنفيذ رحلته الى ديترويت. وقال: «لم نعلم بوجود تحذير أمني في شأن عبد المطلب، لدى وصوله الى البلاد، ما جعله يدخل ويمر على مسؤولي الهجرة كأي مواطن آخر من التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا، خصوصاً انه لم يفعل أي شيء مثير للارتياب». وأضاف: «اشترينا أجهزة مسح ضوئي (سكانر) لكامل الجسم من أجل تركيبها في مطار كوتوكا الدولي في أكرا في إطار تشديد إجراءات الأمن، علماً أن كل من نيجيريا وهولندا أعلنتا إنهما ستستخدمان أجهزة «سكانر»، وكذلك إيطاليا في رحلات معينة. من جهة أخرى، أعلنت عائلة عبد المطلب، نجل المصرفي الثري، انها ستتجه من شمال نيجيريا الى ديترويت لحضور جلسة تلاوة البيان الاتهامي الجمعة. الشيخ الفيصل وفي كينيا، أكد الناطق باسم الشرطة اريك كيرايثي أن سلطات الهجرة سترحّل الداعية المسلم الجامايكي الشيخ عبدالله الفيصل الذي يشتبه في صلته بجماعات إرهابية. وقال: «الشيخ عبدالله غير مرغوب فيه، ولا نريده في هذا البلد»، مضيفاً: «يملك صلات معروفة بإرهابيين وسجن مرة في بريطانيا لمدة خمس سنوات التي رحلته من أراضيها عام 2007 بسبب دعوته إلى الكراهية العنصرية ومطالبته حاضرين بقتل اليهود والهندوس والغربيين، وهو أجرى من أراضينا اتصالات مع دول أخرى لا تخدم مصلحتنا الوطنية». وتابع: «نحن متضايقون منه لدرجة أننا لن نصدر له تأشيرة مرور في طريقه الى العاصمة الجامايكية كينغستون في جامايكا»، علماً انه ينفذ حالياً جولة دعوية في كينيا. واحتج رجال دين مسلمون في كينيا على توقيف الداعية الإسلامي، وقالوا إنه «يدعو إلى منح المسلمين حرية أكبر». وقال الشيخ يحيى محمد عطية، الضابط المتقاعد في الجيش الكيني وعضو مسجد نيروبي: «بالطبع لم يأت إلى هنا لإرضاء الحكومة أو الشرطة، بل لأداء عمله، وهو بالطبع يعارض الديموقراطية». واستهدف تفجير انتحاري نفذته «القاعدة» السفارة الأميركية في كينيا عام 1998، كما نفذت محاولة فاشلة لاطلاق صاروخ على طائرة إسرائيلية لدى مغادرتها مطار مومباسا عام 2002. المهاجم الصومالي وفي الدنمارك، أفادت صحيفة «بوليتيكن» الدنماركية بأن الصومالي الذي اقتحم الجمعة باحة منزل الرسام الكاريكاتوري كورت فسترغارد صاحب إحدى الرسومات المسيئة للإسلام عام 2005، سبق أن تورط في مخطط للاعتداء على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كينيا. لكن بو ينسن السفير الدنماركي في نيروبي استبعد الرواية. ونقلت الصحيفة عن صحف كينية انها حصلت على تأكيد من مصادر استخباراتية في شأن تورط الشاب الصومالي الذي لم تكشف هويته في مخطط ضد وزيرة الخارجية الأميركية أثناء زيارتها لكينيا في آب (أغسطس) الماضي، وانه أوقف لمدة سبعة أسابيع العام الماضي خلال حملة للشرطة في كينيا. أما السفير الدنماركي في نيروبي شكك في الرواية، موضحاً أن الرجل الذي اعتقل في كينيا أوقف لأن أوراقه لم تكن سليمة.