ضرب الهلال موعداً مع غريمه التقليدي النصر في نهائي كأس الملك، بعد أن سحق الفريق الهلالي نظيره الاتحاد بأربعة أهداف في مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهما أمس في نصف نهائي المسابقة على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض. بدأ فريق الهلال منظماً ومسيطراً على منطقة المناورة منذ أن أطلق حكم اللقاء صالح الهذلول صافرة البداية، إذ فرض الفريق الهلالي أسلوبه الفني، مسجلاً أفضليةً واستحواذاً خلال مجريات اللقاء، في الوقت الذي لعب فيه الفريق الاتحادي على أخطاء منافسه، والتحفظ الدفاعي، والتركيز على الهجوم المرتد، ولم تفلح السيطرة الهلالية في صناعة فرص حقيقية بعد إبطال جميع تلك المحاولات. وعلى رغم أن الوسط الاتحادي الذي تواجد فيه خمسة لاعبين، لم يكن منهم محوراً دفاعياً سوى جمال باجندوح، الأمر الذي منح أفضلية مطلقة لمنافسهم، وتحسن أداء الفريق الاتحادي ليتقاسم مع مستضيفه الأداء، وشن هجمات عدة بعدما تحرر محمد قاسم وراشد الرهيب من القيود الدفاعية، وقادا محاولات هجومية عدة من خطي الظهر، وأضطر مدرب الفريق الضيف لاستبدال اللاعب الروماني سان مارتن لإصابته، وإحلال قصي خيبري مكانه. ارتفع مستوى الأداء الاتحادي بشكل أفضل بعدما أحدث هذا التغيير توازناً في خط المنتصف، وكاد المدافع البولندي زوكالا أن يقص شريط أهداف اللقاء إلا أن رأسيته اعتلت العارضة (15)، ووضع محمد نور زميله فهد المولد أمام المرمى الهلالي في فرصة سانحة للتسجيل، إلا أن اللاعب الكوري كواك أنقذ مرمى فريقه مبعداً الكرة (18)، واستعاد أصحاب الأرض سريعاً تفوقهم، معتمدين كثيراً على منطلق هجماتهم نواف العابد، التي شكلت تحركاته خطورةً كبيرة، ونفّذ كرة ثابتة كادت أن تستقر في شباك هاني الناهض من رأسية محمد نور بالخطأ (22). وأبعد حارس الاتحاد هاني الناهض فرصة هدف هلالي بعد هجمة قادها العابد، وبعدها مباشرة نجح اللاعب البرازيلي ديغاو في تسجيل هدف الهلال الأول من رأسية، إثر تنفيذ نواف العابد لكرة ثابتة لم يتمكن محمد نور من إبعادها عن مرماه، لتصل لديغاو المستفيد من غياب الرقابة الدفاعية (24)، وظهر الفريق الاتحادي بشكل مغاير، إذ اتسم أداؤه بالانتشار السليم والتنظيم الجيد في حال استلام لاعبيه للكرات بغية إدراك التعادل، ورد المهاجم الاتحادي عبدالرحمن الغامدي بفرصة توغل فيها داخل منطقة ال18، نجح حارس الهلال خالد شراحيلي في التصدي لها إلى ركلة زاوية، ومنها أضاع زوكالا فرصة محققة للتسجيل بعد تسديدة اعتلت العارضة(28)، لم يهدأ الاتحاديون، بل هاجموا غير مرة حتى تحصّل فريقهم على ركلة جزاء، بعد أن أعاق المدافع محمد جحفلي نظيره أحمد عسيري، ليتقدم لها فهد المولد مسجلاً هدف التعادل (35). أشعل هذا التعادل ما تبقى من مجريات هذا الشوط، إذ امتاز ب«الرتم» السريع والسجال الهجومي، وإن كانت الدقائق العشر الأخيرة خلت من فرص حقيقية، باستثناء فرصتي الفريق الاتحادي، من خلال رأسيتي فهد المولد وأحمد عسيري (40) و (45). وفي الشوط الثاني اشتّد الصراع وبلغ أشده، بعد أن زج مدرب الهلال بالبرازيلي نيفيز عوضاً عن عبدالعزيز الدوسري، ليفرض الهلال سيطرته التامة على مساحات المستطيل الأخضر، ووسط الأفضلية الزرقاء، يتحصل الفريق على ركلة جزاء، إثر الإعاقة التي تعرض لها ياسر الشهراني من قبل زميله في الاتحاد محمد القاسم، نجح البديل نيفيز في تنفيذها بنجاح، واضعاً فريقه في المقدمة من جديد، بعد أن أنقذ خالد شراحيلي هدفاً محققاً إثر انفراد تام من عبدالرحمن الغامدي بالمرمى الأزرق، إلا أن شراحيلي كانت له الكلمة الأقوى. العنفوان الأزرق استمر، قابله الضيوف بدفاعات مستميتة، إلا أن البرازيلي الرائع ديغاو عاد مرة أخرى، وارتقى فوق الجميع ولدغ الكرة برأسه، فشل في إبعادها هاني الناهض لتسكن شباكه هدفاً ثالثاً (74)، وقبل أن يفيق الاتحاديون من صدمة الهدف الثالث، فاجأهم الكوري الجنوبي كواك تاي هي برأسيه أخرى هزت الشباك الصفراء، معلنةً عن هدف رابع(81). وقبل صافرة النهاية أشهر حكم المباراة صالح الهذلول البطاقة الصفراء الثانية لمهاجم الاتحاد فهد المولد إثر مخاشنته المتعمدة ضد المدافع البرازيلي ديغاو(90).